ماذا حدث في مدينة الزاوية؟

أحداث دامية شهدتها مدينة الزاوية ليلة البارحة، أدت حتى الآن إلى سقوط ما لا يقل عن 5 أرواح من المدنيين بينهم طفلان لم يكن لهما من ذنب سوى أنهما ضحية للانفلات الأمني، وغياب القانون.

تفاصيل الواقعة

مصادر إعلامية أفادت أن الاشتباكات اندلعت بين تشكيلين مسلحين يرتبط قادتهما بالتهريب والتجارة الممنوعة، ويتبعان وزارتي الدفاع والداخلية بحكومة الدبيبة، دون أي أن يكون للمنطقة العسكرية الساحل الغربي التابعة للدبيبة أي دور، سلبا أو إيجابا، على الرغم من كونها المسؤولة عن فرض الأمن بالمنطقة.

رقعة الاشتباكات

الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي قال لـ أبعاد، إن الاشتباكات امتدت من الإشارة الضوئية “الضمان” شرقا إلى الإشارة الضوئية “الحرشة” غربا، ومن منطقة “الرمحة – ولاد سلاق – شارع الخرطوم” إلى ما بعد معسكر “السلعة” باتجاه منطقة بئر الغنم.

وأفاد مصدر لـ أبعاد أن الاشتباكات بين أطراف النزاع كانت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، دون إتاحة أي مجال للمدنيين لإيجاد منطقة آمنة، أو خط للخروج من مناطق الاقتتال.

الضحايا

جهاز الإسعاف والطوارئ أكد لـ أبعاد أن 5 من المدنيين قُتلوا في خضم هذه الاشتباكات، بينهم طفلة تبلغ قرابة 10 سنوات بطريق الغنم إثر رصاصة طائشة أصابتها، إلى جانب 13 مصابا بينهم حالة خطرة.

وكشف الجهاز عن إصابة منزل بالقرب من سوق الخضار الزاوية، تلقى عقبها نداءات استغاثة لم يستطع التحرك نحوها؛ نتيجة لزيادة وتيرة الاشتباكات.

ودعا الجهاز كل العائلات العالقة بمناطق الاشتباك إلى الاتجاه نحو منطقة الحرشة، مصدرا تعليماته لكل فرق التدخل التابعة للجهاز بالمنطقة الغربية بالتدخل فور توفر ممرات آمنة لإخلاء منطقة الاشتباكات بالمدينة.

كما طلب من كل القوى المتقاتلة بالمدينة إعلان هدنة سريعة لإخراج العائلات العالقة بالمنطقة المحيطة بالاشتباكات، خاصة أن بعض العائلات اتخذت من مصنع للرخام بالمنطقة ملجأ لها.

مساع للتهدئة

عضو مجلس حكماء وأعيان الزاوية جمعة الجيلاني ذكر لـ أبعاد، اليوم الاثنين، أنه تم التوصل إلى وقف إطلاق النار بعد جهود الحكماء، مبينا أنهم ما زالوا يعملون على وضع الترتيبات اللازمة للاتفاق بشكل رسمي.

وليست هذه الاشتباكات الأولى في الزاوية والمنطقة الغربية خلال الأشهر الأخيرة، وعلى الرغم من كونها متكررة، فإن الجهات الأمنية والعسكرية غائبة تماما عن وضع حد لهذه الانتهاكات التي طالت أرواح الأبرياء، ما يؤكد ضرورة إيجاد حل نهائي لوقف نزيف الدم المستمر.