من ثلاث سنوات طوال عجاف يستفيق أهالي ترهونة على اكتشاف المقابر الجماعية التي أصبحت تشكل رعبا لا ينقطع ومعاناة لا تتوقف، فعدد الضحايا في ارتفاع وعدد المقابر المكشفة كذلك ومطابقات الحمض النووي مع أهالي الضحايا الفيصل في خبر محزن أو انتظار مظن يطول أويقصر، فعديد العائلات المكلومة بها عدد من الأيتام والأرامل، في واحدة من أشبع الجرائم على تاريخ ليبيا ترقى إلى إبادة جماعية.
في آخر الفواجع القادمة من ترهونة، قال المتحدث باسم الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين عبدالعزيز الجعفري لـ أبعاد إنه جرى اكتشاف مقبرتين في ترهونة بناء على بلاغ من جهاز الردع.
وأفاد الجعفري لـ أبعاد بأن المقبرة الأولى في طريق سالم بن علي والمقبرة الثانية في طريق الساقية.
وقبل أيام عدة، أعلن المجلس البلدي قصر بن غشير التعرف إلى جثمان عميد البلدية السابق “محمد عجاج” الذي وجد ضمن ضحايا المقابر الجماعية في ترهونة.
واختطف عجاج من مقر المجلس البلدي على يد مليشيا الكانيات أثناء فترة العدوان على طرابلس، بتاريخ 13 يونيو 2019
في السياق، شددت رابطة ضحايا ترهونة على أن الجرائم الجنائية المرتكبة بالمدينة لا تسقط بالتقادم ولن تمحى من ذاكرة الضحايا ومجتمعهم.
وقالت رابطة ضحايا ترهونة في بيان لها بشأن ملتقى عقد في سرت في الثالث من مارس الجاري، وضم عددا من الأعيان إبان سيطرة مليشيا الكاني على المدينة إنه لا يمكن عقد أي صفقات سياسية أو اجتماعية أو قبلية لتبرئة المتهمين أو تسهيل فرارهم من العدالة مهما علت رتبهم أو مناصبهم.
وأضافت الرابطة أن المجتمعين في الملتقى كان عدد منهم يمثل ما يسمى مجلس أعيان ترهونة الذي حرض وقام بتضليل الرأي العام ومنح الغطاء الاجتماعي لآلة القتل الكاني في الوقت الذي ترتكب أبشع الجرائم والانتهاكات الجسيمة في حق أبناء المدينة، لافتة إلى أن هذا الفعل جريمة بكل المعايير الدينية والاجتماعية والأخلاقية يعاقب عليها القانون.
وأشارت رابطة ضحايا ترهونة إلى عزمهم محاسبة الجناة وأن تحقيق المصالحة الاجتماعية الحقيقية المنصفة يكون بعد تطبيق العدالة الانتقالية بعيدا عن الغوغائية والهرطقة اللغوية التي يتبعها المجرمون في محاولة الإفلات من العقاب.
وكان أهالي ضحايا مدينة ترهونة أعلنوا تبرؤهم من زيارة عدد من أهالي المدينة لخليفة حفتر، واصفين ذلك بورقة الغفران لمجرم الحرب حفتر.
واستنكر أهالي الضحايا الزيارة محملين من قاموا بها مسؤولية ضياع حقوق أهالي ضحايا مقابر ترهونة الجماعية.
بدوره، أكد المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية كريم خان أنه شاهد خلال زيارته مدينة ترهونة جثثا عثر عليها في مزرعة إلى جانب حيوانات ميتة.
وأوضح خان لموقع بي بي سي، أنه قدم تقريره لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في ليبيا وسيفعل أكثر مما يتحدث مشيراً إلى أن المحكمة ستجعل المجرمين يشعرون بوجودها.
وأضاف المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية أن العدالة ستّنفذ سواء كان المجرمون في شرق ليبيا أو غربها موضحاً أن زيارته خليفة حفتر كانت لإبلاغه بحصوله على وثائق تؤكد ارتكاب قواته لجرائم.
مناقشة حول هذا post