المشهد الاقتصادي في ليبيا دخل منعطفا غير ذي استقرار بتراجع قيمة الدينار الليبي أمام العملات الأجنبية بالسوق الموازي وارتفاع نسبة التضخم ما أجج أسعار المواد الغذائية وتراجع القدرة الشرائية.
وتتواصل فصول الصراع الصامت والذي بلغ مرحلة ليّ الذراع بين رئيس الحكومة في طرابلس عبد الحميد الدبيبة ومحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، لينعكس سلبًا على الوضع النقدي العام في البلاد، بينما سجل الدينار الليبي انخفاضًا مجددًا في السوق الموازية أمام سلة العملات الأجنبية، مقابل ارتفاع سعر صرف الدولار فوق حاجز الـ7 دنانير.
وبحسب مراقبين للسياسات النقدية يخشون أن تدفع البلاد ثمن الصراع القائم بين الدبيبة والكبير، والذي بات يثير جدلا واسعًا في الأوساط الليبية المتخصصة، لاسيما وأن الرجلين كانا متعاونين إلى أقصى الحدود تحت غطاء التحالفات المشتركة مع الأطراف الغربية ومصالحها المتداخلة في الشأن الليبي.
وفي سياق الحرب الباردة بين الرجلين يسعى الدبيبة وسيرا على خطى تعيين فرحات بن قدارة على رأس المؤسسة الوطنية للنفط لتعيين أحد المقربين إليه محافظًا للمصرف المركزي وتنحية الصديق الكبير عن المشهد بسبب قيام الأخير بتقنين عمليات صرف الحكومة وتعهده بعدم السماح بصرف بنود خارج ميزانية الدولة.
ووفق متابعين فإن الصديق الكبير كان مهددًا في الفترة الأخيرة من أصحاب النفوذ ومن المجموعات المسلحة، بعد الكشف عن عجز مالي يقدر بـ11 مليار دولار في الحكومة كان يُصرف لهذه المجموعات المسلحة، ما دفع الدبيبة لحشد دعم قادة هذه المجموعات المسلحة ضد محافظ المصرف المركزي واستمالة القيادات المحايدة الأخرى.
لكن تبقى مسألة إزاحة الصديق الكبير من عرش مصرف ليبيا المركزي صعبة كونه يلقى دعما دوليا عبر سنوات الصراع والخلاف بين الأطراف الليبية كونه صمام أمان سيادة البلاد الاقتصادية رغم كل المناورات من الدبيبة لوضع يده على أموال ليبيا وإطالة أمد حكومته وانتفاع المقربين منه.
مناقشة حول هذا post