بتكليفات من رئيس الحكومة في طرابلس عبدالحميد الدبيبة تحولت المنطقة الغربية منذ ما يقارب الشهر إلى ساحة واسعة للتحركات والعمليات العسكرية وذلك بعد اندلاع اشتباكات مسلحة في مدينة غريان على خلفية عودة القائد الميداني عادل دعاب إلى المدينة بعد خروجه منها في 2019.
• البداية من غريان
في التاسع والعشرين من أكتوبر الماضي شهدت مدينة غريان اشتباكات مسلحة أسفرت عن مقتل 4 مسلحين يتبعون جهاز دعم الاستقرار بعد دخول قوات تابعة للقائد الميداني عادل دعاب إلى المدينة وإعادة سيطرته عليها بعد أربع سنوات من خروجه منها منذ سنة 2019.
وعلى الرغم من إعلان عادل دعاب أن قواته ستكون تحت سلطة حكومة عبدالحميد الدبيبة والمجلس الرئاسي، وأن عودته للمدينة جاءت بعد جهود بُذلت من أجل المصالحة بين أبناء المدينة، إلا أن رئيس الحكومة في طرابلس عبدالحميد الدبيبة أصدر قرارا بتشكيل غرفة عمليات مشتركة برئاسة عبدالسلام سالم الزوبي، وتتكون من أجهزة أمنية وعسكرية، لطرد ما أسماها بالمجموعات المعتدية في غريان، والتي قامت بدورها بالسيطرة على المدينة و تم انسحاب قوات عادل دعاب بعد تعرضها لعدة ضربات بالطيران المسير.
• الاتجاه نحو معبر رأس جدير الحدودي مع تونس
رئيس غرفة العمليات المشتركة كلف قوة أمنية لتأمين وحماية الحدود الغربية مع تونس، وحسب بيان للغرفة فإن القوة مكلفة بمتابعة آلية تنفيذ القرارات الصادرة من الجهات المختصة بشأن معبر رأس جدير الحدودي.
كما أشارت الغرفة إلى أن مهام القوة هي رصد واقتحام المقرات والأوكار المستغلة من قبل المجموعات الخارجة عن القانون وتسليمها لجهات الاختصاص.
• الأمازيغ يرفضون ويحذرون من حرب أهلية
في رده على تحركات القوة المكلفة من الدبيبة نحو المنفذ الحدودي غرب مدينة زوارة، مجلس أمازيغ ليبيا وعلى لسان رئيسه عبدالهادي برقيق حذر من أن هذه التحركات العسكرية ستجر المنطقة إلى أحداث لا يمكن توقع نتائجها، مطالباً حكومة عبدالحميد الدبيبة بسحب القوات المتمركزة بالقرب من منطقة زوارة الكبرى وحل الغرفة المشتركة فورا وسحبها، مؤكداً أن مدن الأمازيغ لم يتم تمثيلها أو إشراكها في هذه القوة.
وأكد برقيق في تصريح خاص لأبعاد أن المجالس العسكرية بمدن الأمازيغ في تواصل مستمر مع القائد الأعلى للجيش المتمثل في المجلس الرئاسي وأنهم توصلوا قبل يومين إلى اتفاق على خروج الآليات العسكرية بالكامل ولكن ما حدث هو ازدياد في التحشيد.
• حكومة حماد تتهم الدبيبة بإشعال أزمة أمنية وسياسية
من جهته رفض رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد ما اعتبره تهديدات من حكومة عبدالحميد الدبيبة للمنطقة الغربية معتبراً ما تفعله يمثل جريمة وأنها تسعى لإشعال أزمة أمنية وسياسية عن طريق فرض سلطة الأمر الواقع في غرب البلاد داعياً الشعب إلى الوقوف ضد أي حرب أهلية، كما أدان حماد تحيز بعثة الأمم المتحدة وغض الطرف عن كل تجاوزات حكومة عبدالحميد الدبيبة محملاً إياها المسؤولية.
• القوة المشتركة تنفي استهداف مكون الأمازيغ
في رده على الاتهامات الموجهة لهم قال المتحدث باسم غرفة العمليات المشتركة عماد المنفوخ إنه لا توجد نية لاستهداف مكون الأمازيغ أو أي مكون آخر، وإن مهمة غرفة العمليات المشتركة هي حفظ الأمن والنسيج الاجتماعي، مضيفاً أن الغرفة وردت إليها العديد من الشكاوى بشأن وجود تجاوزات أمنية وعمليات تهريب داخل معبر رأس جدير وبناء عليه تشكلت قوة لتأمين وتمكين أجهزة الدولة بالمعبر، مشيراً إلى أن التأمين الدائم سيكون لأجهزة الشرطة و الأمن و الداخلية والمخابرات.
• الرئاسي يطالب بعودة القوات ويكلف النمروش نائبا لرئيس الأركان
بدوره أمر رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بصفته القائد الأعلى للجيش كافة الوحدات العسكرية بعدم القيام بأي تحركات عسكرية مهما كانت الأسباب إلا بعد الحصول على إذن مسبق، منبهاً كافة آمري الوحدات العسكرية إلى ضرورة التقيد بالتعليمات وعودة الآليات والأسلحة والأفراد إلى معسكراتهم، بالإضافة إلى أمره رئاسة الأركان العامة وإدارة الاستخبارات العسكرية بالإبلاغ عن أي وحدة عسكرية مخالفة لهذه التعليمات لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدها.
كما أصدر المجلس الرئاسي قراراً كلف فيه صلاح النمروش معاوناً لرئيس الأركان العامة للشؤون الفنية بالإضافة إلى سابق عمله كآمر لمنطقة الساحل، وذلك بعد يوم من ترقيته إلى رتبة فريق.
في ظل الجمود السياسي الحاصل وتعثر الوصول إلى حل يؤدي إلى إنهاء الأزمة في البلاد، تتزايد علامات التصعيد المسلح بين قوى الأمر الواقع في ليبيا .. فهل يتمكن القادة الليبيون من الوصول إلى تفاهمات تؤدي إلى إجراء الانتخابات قبل انفجار الوضع واندلاع حرب جديدة يدفع الليبيون ثمنها من دمائهم ؟
مناقشة حول هذا post