بدأت رحلة ضياع أخطر وأهم عنصر كيمائي مشع موجود في الطبيعة منذ 2003 عندما قرر العقيد الراحل التخلي عن برنامجه النووي، ومنذ تلك الفترة لم يعد الحديث عن اليورانيوم لفترة طويلة من الزمن حتى اندلعت أحداث 17 من فبراير سنة 2011 حين كانت كمية اليورانيوم مخزنة في موقع لم يكشف عنه في حينها، حتى أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اختفاء نحو 2.5 طن من اليورانيوم الطبيعي من موقع جنوب ليبيا.
وأكدت مصادر عسكرية قواتها تسيطر على جنوب البلاد، أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لم تلتزم بتعهداتها بتوفير المعدات اللازمة لنقل هذه الكمية الموجودة في جنوب البلاد، والتي لم يطل الوقت حتى فقدت وسط اتهامات من قبل حكومة الوحدة الوطنية غرب البلاد للقوات العسكرية المسيطرة على جنوب البلاد بالضلوع والمساهمة في اختفائه كون موقع فقدان اليورانيوم يخضع لسيطرتها.
هذا الأمر أثار قلقا دوليا واسعا حول هذا الاختفاء الغامض بحكم وجوده في مكان غير آمن، وفي متناول أطراف الصراع في المنطقة، ولا يتمتع بحراسة كافية بسبب الأحداث الأمنية التي تشهدها البلاد وحالة الانقسام السياسي الحاد الذي تعيشه ليبيا.
وبعد 24 ساعة من إعلان الاختفاء من قبل الوكالة والذي حددته بنحو 6 أطنان من عنصر اليورانيوم الطبيعي والموجود على شكل مركز اليورانيوم (الكعكة الصفراء Yellow Cake)
أعلنت القوات المسيطرة على جنوب البلاد العثور على براميل اليورانيوم المفقودة على بعد 5 كيلومترات من المستودع الذي كان مخزنا به.
وأفصحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستجري مزيدا من إجراءات التحقق لاستيضاح ملابسات إزالة هذه المواد وموقعها الحالي خصوصا أن عدم معرفة مكان هذه المواد ربما يشكل خطرا إشعاعيا، ويثير كذلك مخاوف تتعلق بالأمن النووي.
وخلال أكتوبر 2014، طلبت ليبيا الحصول على مساعدة أجنبية لنقل مخزونها من السلائف الكيميائية البالغ 850 طنا لصنع غاز الأعصاب خارج ليبيا من أجل التدمير.
وعام 2003 تخلت ليبيا بقيادة معمر القذافي عن برنامجها للأسلحة النووية، الذي اشتمل على أجهزة طرد مركزي يمكنها تخصيب اليورانيوم، وكذلك معلومات عن تصميم قنبلة نووية، لكنها لم تحقق تقدماً كبيراً نحو تصنيع قنبلة.
مناقشة حول هذا post