أقل من أسبوعين فحسب على الحريق الهائل الذي التهم أكثر من ألفي نخلة بمزارع النخيل في منطقة راشدة بمدينة جالو المصدر الأهم لسوق التمور في البلاد، وهو ما تسبب في خسائر مادية وعينية باهظة للسكان.
وتحتوي مدينة جالو على آلاف المزارع التي تضم قرابة مليوني نخلة، وتنتج أكثر من 120 ألف طن من التمور سنويا، ما يجعل من تجارة التمور مصدرا للدخل الأساسي لسكان المدينة.
وانتقد صالح المجبري مالك إحدى المزارع بالمدينة تراخي السلطات في التجاوب مع نداءات الأهالي، قائلاً: “التراخي ساهم في توسع رقعة الحريق، وبالتالي زيادة الخسائر، فقد استغرق وصول سيارات الإطفاء أكثر من 4 ساعات”.
بدوره، قال الأكاديمي والناشط في مجال البيئة احميد الجدي، لموقع العربي الجديد، إن ظاهرة حرائق المزارع والغابات باتت متكررة، مضيفا: “احترقت عشرات من مزارع النخيل في منطقة غات خلال العام الماضي، والتهمت النيران على امتداد يومين غابة بالكامل في شرق البلاد”.
وأشار الجدي إلى أن حوادث مماثلة خلال الأعوام الماضية وقعت من دون أن يهتم أحد بتعويض خسائر الأشجار من كل الأنواع، محذرا من أن ما حدث في جالو وسط غياب أي جهد أو اهتمام حكومي، ينذر بمخاوف كبيرة قد تطال الغطاء النباتي والأشجار خلال موسم الصيف المقبل.
وتتوافق هذه التحذيرات مع ما حدث صيف العام الماضي، حيث شهد اندلاع حريق قضى على عدد كبير من أشجار النخيل خلال 9 ساعات في مشروع زراعي بمنطقة غات، ثم دمرت سلسلة حرائق أخرى اندلعت لمدة يومين مساحات واسعة من غابات منطقة عين مارة.
ووقعت الحادثة ذاتها في غابات بمدينة الخمس بسبب موجة حرارة مرتفعة اجتاحت ليبيا، وكذلك في منطقة زلة القريبة من جالو، ما تسبب في دمار واسع واحتراق أكثر من 800 شجرة نخيل.
ويعتبر الجدي أن استمرار تكرار ظاهرة الحرائق التي تمتد أياما عدة أحيانا يدل على تقصير السلطات في التعامل مع الظاهرة، لافتا إلى أن إجراءات هذه السلطات تكون وقتية في العادة، وينتهي الاهتمام الرسمي بالحوادث وتداعياتها فور انتهاء الحرائق.
ويطالب الناشط في مجال البيئة بأن تدعم السلطات الأجهزة المعنية بالحرائق والبيئة بالوسائل الضرورية التي تحتاجها؛ كي تستطيع فرقها الاستجابة الفورية لنداءات إطفاء الحراق وإنقاذ الناس والممتلكات والمزروعات.
ويحذر الجدي بشدة من مخاطر انحسار الغطاء النباتي سواء في المزارع أو الغابات، ويدعو الى ضرورة تعويض خسائر المزارعين من أجل تشجيعهم على مواصلة أعمالهم من جهة، كما يطالب بالعمل على تنفيذ العقوبات القانونية الخاصة بانتهاك الأحزمة الخضراء والغابات، إذ تتفشى أيضا ظاهرة التعدي على الغابات، بحسب قوله.
مناقشة حول هذا post