قالت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، إن شاحنات تنقل عبر الصحراء النفط من مدينة الجوف الليبية، بالإضافة لكميات من الذخيرة والأسلحة والأدوية لقوات الدعم السريع بالسودان لدعمها في الحرب ضد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان.
وأضافت الصحيفة أن خليفة حفتر يتولى إرسالها مستفيدا من سيطرة قواته على الشرق الليبي، موضحة أنه من بين الإمدادات صواريخ مضادة للدبابات جرى نهبها قبل عقد من الزمان من مخازن النظام الليبي السابق، ويجرى نقلها جواً عبر مطار الجوف
وأشارت “ذا غارديان” إلى أن حفتر يرسل الإمدادات إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، لأن داعميه من المنطقة طلبوا منه ذلك، ولأنه يحصل على أموال كبيرة نظير ذلك، وخلصت إلى أن أمير حرب في نزاع يساعد أمير حرب آخر في نزاع ثان، بطلب من دولة خارجية، بحسب تعبيرها.
وقالت الصحيفة إن شاحنات الإمداد التابعة لحفتر تكشف الكثير، لافتة إلى أن حفتر عرض مساعدة حميدتي، لكنه في الآن نفسه حاول الموازنة بحذر بين إرضاء حلفائه في الإمارات، الذين تربطهم شراكة كبيرة مع حميدتي في قطاع الذهب، وعدم إغضاب داعميه في مصر، الذين يساندون البرهان.
وأضافت “ذا غارديان” أنه من هنا تبرز الحاجة لإبقاء إمدادات النفط بعيداً عن الأنظار، وبحسب مسؤول ليبي سابق قالت الصحيفة إنه على اطلاع على وثائق استخبارية، فإنه يجرى اتخاذ احتياطات كبيرة لإخفاء نحو 10 آلاف برميل نفط يومياً في ليبيا، يجرى تحويلها في مصفاة السرير قبل إرسالها إلى قوات حميدتي.
وأوضحت “ذا غارديان” أن هذه المساعدة ليست مجانية، حيث يباع النفط المكرر لقوات الدعم السريع، ما يدر عوائد مالية كبيرة لفائدة عائلة حفتر بأكملها وباقي شبكة أعماله.
ولفت تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن الاشتباكات في السودان أزاحت معها القناع عن عدد من المتدخلين المزعزعين للاستقرار مثل حفتر ومجموعة “فاغنر” للمرتزقة الروس، وشبكات الإجرام المتورطة في كل شيء، بدءاً بتهريب المخدرات ووصولاً إلى سرقة القطع الأثرية من خلال استغلال حالة الفوضى. وخلصت إلى أن ما يقع في السودان هو مواجهة بين أمراء حرب.
وكان تحقيق لشبكة “سي إن إن” كشف عن دعم خليفة حفتر لقوات الدعم السريع في صراعها مع الجيش السوداني رغم نفيه الانحياز لأي طرف في الصراع الدائر، وفق مصادر للشبكة.
واستند تحقيق “سي إن إن” إلى صور التقطتها الأقمار الاصطناعية تنقّل طائرة روسية بين قاعدتي الجفرة والخادم الجويتين وتستخدمهما فاغنر المجموعة الخاضعة للعقوبات والذي يفسر التعاون بين حفتر وروسيا لدعم قوات الدعم السريع حتى قبل اندلاع العنف الدائر وفق قولها.
بدورها، صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن حفتر أرسل طائرة واحدة على الأقل لنقل الإمدادات العسكرية لقوات الدعم السريع في السودان ضمن المواجهات الحالية مع الجيش السوداني.
وأوضحت الصحيفة أن حفتر وحميدتي يعملان مع مجموعة المرتزقة المدعومة من الكرملين الروسي، مضيفة أن حفتر يستضيفها في قواعده بليبيا، فيما يعدّن حميدتي الذهب معها، وفق الصحيفة.
من جهته، نفى خليفة حفتر تقديم أي دعم لأي طرف في السودان على حساب الآخر، نافيا ما تناولته وسائل الإعلام حول هذا الأمر، وأنهم مستعدون ليكونوا وسطاء لإيقاف الحرب وفتح المجال للحوار بالطرق السلمية.
ومع دخول الهدنة السادسة حيز التنفيذ بين الجيش وقوات الدعم السريع، تجدد إطلاق النار في مناطق من العاصمة الخرطوم وسط تحذيرات دولية من تردّي الأوضاع الإنسانية في البلاد جراء المعارك.
ودخل السودان في حالة فوضى قبل أكثر من أسبوعين، مع اندلاع معارك بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي.
مناقشة حول هذا post