صدمة مدويّة تلك التي أصابت الشارع الليبي عامة، والزاوية خاصة، بعد انتشار مقطع فيديو يظهر مجموعة من أشخاص ليبيين وذوي جنسيات إفريقية وهم يعذبون مواطنين من مدينة الزاوية بشكل مصادم للدين والأخلاق والقانون.
المقطع الذي هزّ أركان البلاد، أثار غضبا واسعا بين أهالي وسكان الزاوية ليخرجوا من فورهم في ساعات الليل المتأخرة، ويملؤوا الساحات إيذانا بانتفاضة شعبية ضد فوضى السلاح، والعصابات، وجرائم الخطف، يقول محمد أحد المتظاهرين.
عصيان مدني واسع في الزاوية
الحراك الشعبي وصل النهار بالليل، ليتجه نحو مقار المجلس البلدي، ومديرية الأمن، وعدد من المقرات الأمنية، ويغلقها جميعا تعبيرا عن استيائه من غياب هؤلاء جميعا مما يحدث في المدينة من فراغ أمني، وانتشار للجريمة بكل أشكالها.
لم يكن الطلبة بمنأى عن الالتحام ببقية السكان، فقد أعلن اتحاد الطلاب بجامعة الزاوية تعليق الدراسة لليوم الخميس بكل الكليات، كما باشر الطلبة إغلاق مباني وإدارات الجامعة، لينضموا إلى المحتجين أيضا.
“الوضع بات كارثيا”
رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أحمد حمزة ذكر لـ أبعاد أن الوضع الأمني في مدينة الزاوية بات كارثيا جدا، مشيرا إلى أنها أصبحت وكرا للإجرام والجريمة المنظمة، وفق قوله.
حمزة أكد أنه يجب العمل على معالجة حالة الفراغ والفوضى الأمنية وملاحقة الخارجين عن القانون في الزاوية، داعيا إلى مراجعة أوضاع الأجانب في ليبيا، وخاصة المهاجرين غير النظاميين الذين تورط بعضهم في أعمال إجرامية، وانخرطوا في شبكات التهريب والاتجار بالبشر.
انتفاضة شعبية ودعوة للمؤازرة
عضو مجلس حكماء وأعيان الزاوية جمعة الجيلاني قال لـ أبعاد، إن المدينة تشهد انتفاضة شعبية ضد أوكار الجريمة والمجرمين وما نتج عنه من تردي الوضع الأمني.
الجيلاني دعا، في حديثه، المواطنين في مدينة الزاوية والمدن الليبية كافة إلى التكاتف والتضامن؛ لتطهير المدينة من أوكار الفساد ومداهمتها، على حد تعبيره.
هل تكون نهايةً لسنوات من الجريمة؟
سنوات من الحصاد المرّ، الذي راح ضحيته المئات وربما الآلاف في مدينة الزاوية والساحل الغربي الذي عانى أهله من اتساع تجارة الوقود والبشر والمخدرات؛ حتى أتت على الأخضر واليابس، وحولت هذه المدن إلى موطن آمن للعصابات من مختلف الجنسيات.
فهل تكون هذه الانتفاضة لأهالي مدينة الزاوية بداية النهاية للخارجين عن القانون، والتشكيلات المسلحة التي تعمل على تحقيق منافعها الشخصية بعيدا عن المصلحة الوطنية العليا؟ وأين الجهات العسكرية والأمنية مما يحدث؟ أسئلة تظل أجوبتها مرهونة بمرور هذه الساعات، وما تسفر عنه من نتائج.
مناقشة حول هذا post