المواجهات العسكرية في السودان بين قوات الجيش عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو الملقب بـ “حميدتي” تثير تكهنات وتساؤلات عن مدى تأثير الأمر على أمن الجنوب الليبي واستقراره، وملف انسحاب المرتزقة الأفارقة.
وأجرى المبعوث الأممي لدى ليبيا، عبد الله باتيلي جولة إفريقية شملت تشاد والنيجر والسودان من أجل مناقشة آلية إخراج المرتزقة الأفارقة من ليبيا.
وفي العاصمة السودانية الخرطوم، استقبل رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الممثل الخاص للأمين العام، وأعرب عن دعم بلاده لجهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من أجل إنهاء الأزمة السياسية.
واعتبر البرهان أن إحلال السلام والاستقرار في ليبيا من شأنه أن يسهم في استقرار المنطقة برمتها، مضيفا أن “أحد الإجراءات اللازمة لاستعادة السلام في ليبيا هو عودة المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية والمرتزقة إلى بلدانهم الأصلية”.
وفي لقاء مع وزير الدفاع السوداني اللواء ياسين إبراهيم، تم استعراض التقدم الذي أحرزته اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 ولجان الاتصال في كل من ليبيا والسودان وتشاد والنيجر، وأكد اللواء إبراهيم التزامه بمتابعة الانسحاب المنسق للمقاتلين والمرتزقة من ليبيا، وإعادة دمج المؤهلين منهم في المؤسسات المناسبة.
وأعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبد اللهِ باتيلي عن ارتياحه لنتائج الجولة الإقليمية التي قادته إلى دول الجوار جنوب ليبيا، السودان وتشاد والنيجر، وقال باتيلي إن “الجولة سمحت بتأكيد الالتزام المشترك بين ليبيا وجيرانها في مواجهة التحديات الأمنية وبناء السلام، بما في ذلك من خلال دعم عملية انسحاب منسقة للمقاتلين الأجانب والمرتزقة”.
ودعا إلى تخصيص الموارد المالية والمساعدة الفنية اللازمة لتجنب الآثار السلبية على البلدان الأصلية، معتبرا أن “الانسحاب المنسق والمتسلسل والمتزامن والمتوازن للمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا، إلى جانب تعزيز أمن الحدود، سيسهم في السلام والاستقرار والتعاون البنّاء والازدهار في ليبيا والمنطقة، كما أنه سيقلل من المعدلات المقلقة للاتجار بالبشر، وتهريب الأسلحة والمخدرات، والتنقيب غير القانوني على المعادن، وسيساعد على الحد من حركة المتطرفين.
ورأى مراقبون للأحداث أن الصدامات العسكرية في السودان سيكون لها تداعيات وتأثير كبير على الاستقرار في ليبيا خاصة في منطقة الجنوب القريبة من الحدود السودانية الليبية خاصة لوجود علاقات قديمة لحميدتي في هذه المنطقة ووجود مرتزقة تابعين لقواته في الجنوب والشرق الليبي.
سياسيا، أعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية عن قلقها لما يجري حاليا في السودان، وذلك في بيان صدر تعليقا على الاشتباكات الجارية في الخرطوم بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع.
ودعا البيان كل الأطراف إلى الكف فورا عن تدمير البلاد، ونشر الذعر بين السكان، وإراقة الدماء؛ من أجل سلامة الشعب السوداني وتجنيب البلاد المزيد من العنف والحفاظ على سيادة ووحدة السودان.
وأكدت وزارة الخارجية على ما جاء في اجتماع الجامعة العربية من حث الأطراف على وقف العمليات العسكرية على الفور، والعودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الأزمة بشكل مرض للجميع.
وكان المكتب الإعلامي للسفارة الليبية في الخرطوم قد أفاد لـ أبعاد أن الوضع خطير جدا في البلاد، ولم تتخذ السفارة قرارا بشأن إجلاء الرعايا الليبيين بسبب خطورة الحركة جراء تصاعد حدة الاشتباكات.
وأفاد المكتب أن حركة الملاحة الجوية في مطار الخرطوم الدولي متوقفة منذ يوم السبت الماضي، وهو يصعب على السفارة اتخاذ قرار بإجلاء الرعايا، مبينا أنهم على تواصل مع معظم أبناء الجالية وهم بخير وملتزمون بتعليمات السفارة بالبقاء في منازلهم.
مناقشة حول هذا post