مبان ومعالم متعددة ستطالها عمليات الإزالة في مدينة بنغازي، ضمن حملة التطوير العمراني التي تقودها السلطات المعنية، غير أن هذا الأمر أثار جدلا واسعا بين أهالي وسكان المدينة الذين انقسموا إلى معارضين لمحو هوية وإرث المدينة، وآخرين يرون أن هذا من ضرورات النهوض بها.
الإعلامي والكاتب السياسي محمود شمام قال إن مطالبة أهل بنغازي بالحفاظ على إرث المدينة ليس “بدعة”، مضيفا أن الإرث الحضاري هو البشر والحجر دون تفرقة بينهما، ولهذا ارتبطت الأهرامات بالفراعنة، وحدائق بابل بنبوخذ نصر الثاني، ومكة بقريش، وروما بنيرون.
ويشاطر نائب رئيس المجلس الانتقالي السابق عبد الحفيظ غوقة ذات الرأي، حين علق بلهجة حادة ورافضة لما يحدث: “لن أكتفي بالكتابة على مواقع التواصل التي أغرقها البعض بسطحيتهم وضحالة تفكريهم، سأباشر من الغد رفع شكوى جنائية ضد كل مسؤول متخاذل وقف موقف المتفرج على ما يجري ولم يحرك ساكنا”.
وعلى الضفة الأخرى تؤيد عضو ملتقى الحوار السياسي آمال بوقعيقيص هذه الأعمال، وتقول: “أستغرب هذه النوستالجيا من أناس غادروا منذ زمن بعيد إلى الحداثة وتركوا الأزقة المتربة العاثرة لأهلها، ويريدون فرض ذكرياتهم الباهتة على المستقبل. بنغازي تستحق تصاميم جميلة مسكونة بالفن كروحها المتمردة الشابة”.
من جانبه يرد الكاتب الصحفي محمد بعيو على الرافضين لأعمال الإزالة: “تباكوا اليوم كما شئتم حول عبادة الأطلال، خوفا على ذكريات سحيقة يوم سحقتها سنابك الإرهاب كان معظم المتباكين بعيدين جدا عن ميدان الملحمة، ولكن أرجوكم لا تحاولوا منع بنغازي من أن تعمر من جديد بأيدي أبنائها البررة”.
مناقشة حول هذا post