بعد الحراك الدبلوماسي الأمريكي ولقاء كل الأطراف الليبية السياسية والعسكرية بدءا من السفير الأمريكي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند مرورا بزيارة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في ليبيا وليام بيرنز وانتهاء بمباحثات مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف مع الأطراف الليبية، تحرك الدب الروسي دبلوماسيا لقطع الطريق على واشنطن التي تتخوف من قوات فاغنر وتمددها في إفريقيا رغم أن موسكو تنفي تبعية هذه القوات غير النظامية للجيش الروسي.
الأربعاء، ومن موسكو، أكد وفد من مجلس النواب لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أهمية تعزيز الحوار الوطني بمشاركة جميع القوى السياسية من أجل ضمان وحدة الدولة الليبية وسيادتها.
وبحث الوفد البرلماني برئاسة النائب الثاني لرئيس مجلس النواب عبد الهادي الصغير وضم أعضاء المجلس جلال الشويهدي، الصديق مفتاح حمودة، عبدالناصر بشير بن نافع، بمقر وزارة الخارجية الروسية، الوضع الحالي في ليبيا.
وناقش اللقاء بشكل منفصل عدداً من القضايا المتعلقة بزيادة تطوير العلاقات الليبية الروسية، بما في ذلك الاتصالات البرلمانية الدولية.
وتأكيدا للدور الروسي بالمشهد في ليبيا، أكد رئيس لجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب الروسي ليونيد سلوتسكي للنائب الثاني لرئيس البرلمان الهادي الصغير دعم بلاده لإصدار التعديل الدستوري الـ13 وتشكيل لجنة 6+6 لإعداد قوانين الانتخابات.
وفي سياق التحرك الدبلوماسي، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إن سفير روسيا في ليبيا أيدار أغانين سيتوجه إلى طرابلس، حيث تعتزم البعثة الدبلوماسية الروسية استئناف العمل بشكل كامل.
وأضاف بوغدانوف، الذي يشغل كذلك منصب الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا: “سفير روسيا الاتحادية، سيتوجه إلى ليبيا”.
وشدد نائب الوزير، على أن الجانب الروسي يعول على ضمان أمن بعثته الدبلوماسية في ليبيا، ويعتبر هذا الأمر أولوية هامة.
وفي وقت سابق، قال بوغدانوف، إن روسيا تخطط لإعادة فتح سفارتها في طرابلس في المستقبل القريب، وتخطط لفتح قنصلية عامة في بنغازي.
وتأمل موسكو أن تساعد عودة عمل السفارة في ليبيا في تعزيز المصالح الاقتصادية الروسية.
وعن مقاربة موسكو للحل في ليبيا، فهي تسعى إلى عدم إقصاء مرشحها سيف الإسلام كونه يمثل ورقة موسكو في ليبيا، محاولة أكثر من مرة التقرب منه وإظهاره إعلاميا بالمشهد، وعرقلة أي مقاربة إقصائية للنظام السابق.
وفيما يخص خارطة البعثة الأممية إلى ليبيا لاسيما مبادرة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، حذر ممثل روسيا في مجلس الأمن، من أي تسرع في تنظيم الانتخابات، باعتباره لن يحل مشاكل ليبيا، معتبرا أن إنشاء آليات جديدة لتسوية المشكلة الليبية دون إشراك ليبيا نفسها لن تكون مثمرة، لافتا إلى أن “الصيغ الجديدة قد لا تكون ناجحة بسبب عدم معالجة الأخطاء السابقة”.
وأضاف أنه رغم مقترحات باتيلي لا يزال يتعين العمل من أجل إضفاء المصداقية على الجهود السياسية لتنسيق العملية السياسية، خاصة في ظل الأوضاع المعقدة بين الشرق والغرب في ليبيا.
وقال الدبلوماسي الروسي إنهم لن يغضوا الطرف عن التقدم المحرز بين مجلسي النواب والدولة، مشيدين بجهود مصر لضمان نجاح الانتخابات، وهو إشراك جميع القوى السياسية الكبرى في ليبيا، وهذا يشمل ممثلي السلطات الكبرى.
وبعد تصنيف واشنطن فاغنر منظمة إجرامية عابرة للحدود، وتأكيد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي ، أن بلاده تعمل بنشاط من أجل استئناف حضورها الدبلوماسي في ليبيا، وإستراتيجية الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الكونجرس السياسية والأمنية في ليبيا، يبقى المشهد الليبي بين مطرقة واشنطن وسندان موسكو فلمن تميل الكفة؟
مناقشة حول هذا post