كتب عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي عبد الرزاق العرادي، عبر حسابه على فيسبوك، تحت عنوان: “زوارق الموت”: الخبر أن معالي وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش بذهابها إلى البندقية بإيطاليا لحضور مراسم تسليم زوارق حراسة مهداة من إيطاليا إلى خفر السواحل الليبية لاستخدامها في منع وصول زوارق الموت إلى إيطاليا، كمن ذهب إلى الطبيب يشكو مرضا خطيرا فوصف له الطبيب بودرة مكياج أو أحمر شفاه.
وأضاف العرادي: “إن كانت أوروبا جادة في حل الهجرة غير القانونية فعليها أولا أن تعترف بأن هذه المشكلة مشكلة أوروبية بالدرجة الأولى، وأن ليبيا ما هي إلا دولة ممر. وأن هذه المشكلة ما لم تعالج بخطة استراتيجية شاملة تشارك فيها دول المنشأ والممر والمقصد، فإنها لن تحل ولو اجتمعت زوارق الدنيا كلها في البحر المتوسط. لأنه ببساطة “الخانب يغلب العساس”.
وتابع قائلا: ” هذا “الخانب” هو عبارة عن عصابة، وشبكة دولية منظمة، لديها شبكات اتصال، وأسلحة، وصيرفة، وشبكة مواصلات، وتجار، ومصانع قوارب، تأمن لها كل ما تحتاجه، لإرسال زوارق الموت إلى مقصدها، أو حتفها، لديهم شبكة علاقات ترشي حرس الحدود، والسواحل في كل الدول التي تمر بها، وتتعامل مع نقاط تفتيش تابعة لها، وتدفع رواتبها لغض الطرف عن تحركاتهم”.
وذكر أن “هذه العصابة تمارس تهريب البشر والسلاح والمخدرات، وهي خطر على الأمن، والسلم العالميين.. تمارس القتل، والتعذيب، والإخفاء القسري، والعبودية، والاغتصاب ضد هذه الفئة المنكوبة الباحثة عن حياة كريمة لم تجدها في أوطانها”.
وأردف قائلا: “لا يجب أن تعمل ليبيا ككلب حراسة لأوروبا. يجب على ليبيا أن تطالب باستراتيجية شاملة لحل المشكل من جدوره؛ استراتيجية تضع الخطط لمحاربة هذه العصابة الدولية التي تدار من داخل دول المقصد من داخل أوروبا؛ ولها فروع في دول الممر والمنشأ”
واختتم العرادي مقاله: “استراتيجية تبثق عنها خطة للشروع في بناء مشاريع تنموية في بلدان المنشأ لتحسين حياة الناس هناك، وذلك باستثمار جزء من ثرواتهم التي نهبت منهم؛ خطة تشمل حماية الحدود البرية قبل البحرية. حينها إذا احتجنا إلى زوارق إيطاليا ندفع ثمنها”.
مناقشة حول هذا post