لا يزال التهميش وسما ملازما للجنوب الليبي الذي يعاني أبناؤه منذ سنوات ولا يزالون، على الرغم من أن الذهب الأسود يُستخرج من تحت أقدامهم، لتذهب عوائده بعيدا عنهم دون أن يروا منها ما يحد من أزماتهم التي لا تنتهي.
والقديم الجديد دوما أزمة الوقود وغاز الطهي، فما تلبث أن تنفرج الأزمة شيئا فشيئا حتى تعود أسوأ من السابق، وتفشل الحلول المؤقتة، وغير العلمية، مرارا وتكرارا، في ظل غياب الرقابة والمتابعة.
وفي مختلف مدن الجنوب تشهد محطات الوقود طوابير سيارات تمتد لكيلومترات في انتظار أن يحين دورها لتعبئة الوقود، وكشفت بلدية سبها لـ أبعاد عن عودة الأزمة لأوجها هذه الأيام.
وأفاد مصدر من البلدية عن وجود خلل كبير في آلية التوزيع من المستودع، والمتابعة، إلى جانب التنسيق مع الجهات الأمنية، مشيرا إلى وجود حاجة ماسة لوضع آلية ناجعة ومستدامة لهذا الأمر.
وفي مدينة أوباري انتشرت صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر طوابير المواطنين الواقفين تحت أشعة الشمس الحارقة، بجانب أسطواناتهم، لتعبئة غاز الطهي الذي يكاد يكون منعدما مؤخرا.
وعن أسباب الأزمة، ذكر رئيس المجلس التسييري لبلدية غات إبراهيم خليل لوسائل إعلام، أن من بينها تزويد محطات الوقود مرة واحدة كل 10 أيام وهو ما لا يكفي، مبينا أن هذه المشكلات دفعت العديد من المواطنين إلى مغادرة المدينة والبحث عن حياة أفضل خارجها.
ومن أبرز أسبابها مشكلة التهريب في ظل غياب الأمن عن المنطقة الجنوبية، واختراق الحدود من الجانب الليبي ومدن الجوار، ما سهل أمام الكثيرين الاتجار في الوقود الذي يُعد سعره من أرخص الأسعار على مستوى العالم.
تتعدد الأسباب وتظل معاناة الجنوب واحدة، وليست واقعة بنت بية التي راح بسببها عشرات الضحايا من الأبرياء، ضريبةً لواقع مأساوي، وغياب لملامح الدولة عن البقعة الجغرافية التي لا بد من وضع نهاية لمعاناتها قبيل أن تجني البلاد تبعات هذا الإهمال.
مناقشة حول هذا post