خيبة أمل كبيرة تلقتها حكومة الدبيبة بعد فشل اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة طرابلس، بسبب غياب معظم الدول العربية، إلى جانب الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
ولم يحظ الحدث سوى بمشاركة 7 دول عربية فقط من بين 22 عضوا بالجامعة العربية، وهو ما لا يصل النصاب القانوني اللازم وفق لوائح أمانة الجامعة المنظمة للمحافل الرسمية.
يأتي هذا على الرغم من التدابير التي اتخذتها الحكومة لاستضافة الاجتماع، ومن بينها إغلاق الطرق الحيوية بالعاصمة، ومنح إجازة للجهات العامة، وإيقاف الحياة بها، فقط لإنجاح الحدث، ولكن كل تلك الجهود باءت بالفشل.
المنقوش تبدي استياءها
هزيمة سياسية فادحة دفعت وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة نجلاء المنقوش إلى التأكيد لأكثر من مرة على أن هذا الاجتماع تشاوري وغير رسمي، وأنه يتناغم مع اتفاق وزراء الخارجية العرب على أهمية تكثيف الاجتماعات التشاورية.
المنقوش عبرت عن استيائها حين قالت، في كلمة، إن “هناك من استكثر أن تستضيف طرابلس اجتماعا تشاوريا عربيا قد لا يتجاوز زمن انعقاده الساعات”.
واتهمت المنقوش الجامعة العربية بأنها أقحمت نفسها في الانحياز الواضح لإحدى الدول، وأنها ابتدعت شرطا غير موجود وهو وجود 14 دولة تؤكد حضورها كتابيا.
باشاغا: نشكر الدول العربية
رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا أعرب عن شكره للدول العربية وعلى رأسها السعودية والإمارات ومصر وأمانة الجامعة العربية لامتناعهم عن المشاركة في “المسرحية التي حاولت الحكومة المنتهية الولاية تسويقها للادعاء بأنها الجهة المعترف بها دوليا”.
وفي تغريدة، دعا باشاغا الأشقاء العرب إلى دعم وحدة البلاد والمصالحة بين الليبيين ودعم التسوية “الليبية الليبية” التي ستدفع إلى وجود سلطة منتخبة تمثل إرادة الشعب الليبي.
وحث رئيس الوزراء دولتي الجزائر وتونس إلى إعادة النظر في سياستهما الخارجية تجاه ليبيا، وألا ينجروا وراء أهواء حكومة انتهت ولايتها القانونية والإدارية من قبل السلطة التشريعية، وفقا لأحكام الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي.
ما دلالات الفشل؟
عضو المجلس الأعلى للدولة سعد بن شرادة اعتبر عدم حضور الغالبية مؤشرا على توجههم إلى التعامل بمسافة واحدة من كل الأطراف الليبية، في حين اتخاذ الجانب الأقل موقف الاصطفاف لأحد الأطراف.
يرى عضو ملتقى الحوار السياسي في جنيف أحمد الشركسي أن غياب وزراء الخارجية العرب عن الاجتماع في طرابلس هو إقرار واضح بأن حكومة الدبيبة لا تمثل البلاد.
وذكر الشركسي، في حديث لـ أبعاد، أن ما حدث تأكيد من الوزراء العرب بأن الوضع في ليبيا غير مستدام، ولا بد من إيجاد حل حقيقي وحكومة موحدة في البلاد، مشيرا إلى أن يُعد فشلا للمنقوش التي كانت تدعي قدرتها على جلب الوزراء العرب، حسب تعبيره.
ويقول الكاتب السياسي سليمان البيوضي إن فشل الاجتماع والموقف العربي الموحد ضد حكومة الدبيبة هو إعلان رسمي للإطاحة بها، مشيرا إلى أن المشهد الإقليمي والدولي يشهد إعادة صياغة في طبيعة العلاقات، وفق قوله.
مناقشة حول هذا post