هل باتت الفرصة المتاحة أمام رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة خالد المشري للتوافق على أساس دستوري والتفاهم في بقية الملفات هي الأخيرة؟ ليخرج الأمر عن يدهما بعد ذلك ويعود مجددا إلى الحوارات الليبية بإشراف أممي؟
تساؤلات يطرحها الليبيون عقب البيانات الدولية التي صدرت عشية ذكرى استقلال ليبيا، والتي لوحت فيها بذلك دون أن تنسى دعوة المجلسين إلى استئناف اللقاءات وضرورة الاتفاق سريعا، كنوع من تبرئة الساحة قبل اتخاذ أي قرارات حاسمة، فما الذي ذكرته هذه البيانات؟
واشنطن: إذا لم يتفقا يجب استخدام آليات بديلة
الولايات المتحدة الأمريكية دعت، في بيان نشرته سفارتها لدى ليبيا، رئيسي مجلسي النواب والدولة إلى الالتقاء تحت رعاية الأمم المتحدة للاتفاق بسرعة على قاعدة دستورية.
البيان الأمريكي لم يكتف بحث المجلسين هذه المرة، بل ذكر أنه في حال لم يتمكنا من الاتفاق سريعا على خارطة طريق انتخابية نزيهة، فيجب استخدام آليات بديلة لاعتماد قاعدة دستورية للانتخابات، مؤكدا الالتزام بدعم الحوار الليبي الشامل تحت الرعاية الأممية.
بريطانيا: الآليات البديلة قد تخفف المعاناة
المملكة المتحدة أصدرت بدورها بيانا، بمناسبة الاستقلال، ذكرت خلاله أنه يمكن للآليات البديلة أن تستخدم للتخفيف من المعاناة التي تسببها الترتيبات السياسية المؤقتة التي عفا عليها الزمن، في حال فشل المجلسين في التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الأساس الدستوري والانتخابي.
البيان أكد التزام المملكة المتحدة بدعم الحوار الليبي الشامل تحت رعاية الأمم المتحدة، ودعا كل الجهات الفاعلة الليبية إلى العمل مع المبعوث الأممي عبد الله باتيلي للوفاء مسؤولياتهم تجاه الشعب الليبي.
أبعاد أول من تفرد بهذا السيناريو
منصة أبعاد كانت أول من نشر عن سيناريو إمكانية تجاوز المجلسين في حال تعثرهما، حين كشفت عن حوار أجرته مع مصدر دبلوماسي قبل أسبوعين من الآن، والذي أفاد بوجود خطة “ب” لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للمضي بالحوار الليبي قدما.
وقال المصدر الدبلوماسي، إن البعثة الأممية أعطت مهلة لمجلسي النواب والدولة لإتمام اتفاقهما حول السلطة التنفيذية والمسار الدستوري لعقد الانتخابات، محذرة من أنها ستتجه في حال فشل الاتفاق بين المجلسين إلى فريق حوار جديد، وفق المادة 64 من الاتفاق السياسي.
بيانات متوالية من دول عظمى مرتبطة بالملف الليبي تضع عقيلة والمشري أمام خيارين لا ثالث لهما؛ الاتفاق على المسار الدستوري وبقية المسارات الممهدة للانتخابات، أو طي صفحة الرجلين ليكونا من الماضي، واستمرار عجلة السياسة الليبية بعيدا عنهما.
مناقشة حول هذا post