على الرغم من اشتعال عدة ملفات دولية، وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية التي تشغل كبرى عواصم العالم، لا يزال الملف الليبي واحدا من أولويات البيت الأبيض الذي يرى مدى أهمية تسوية أوضاع الدولة المطلة على المتوسط، والنافذة الجنوبية على حليفه الأوروبي.
وترى واشنطن أن الحل يبدأ من الحوار الليبي الداخلي، وإيجاد تسوية ليبية ليبية تُقدم إلى المجتمع الدولي كخارطة طريق تؤدي إلى انتخابات تفرز سلطة موحدة تحظى بشرعيتها من الشعب الليبي صاحب الكلمة الأخيرة.
السفارة الأمريكية: ندعم الحوار الليبي
وعبرت سفارة الولايات المتحدة بطرابلس عن ذلك، حين قالت إن واشنطن تدعم أن تكون ليبيا ذات سيادة ومستقرة وموحدة وآمنة وخالية من التدخل الأجنبي، وأن يكون لها حكومة منتخبة ديمقراطيا تدعم حقوق الإنسان والتنمية وقادرة على مكافحة الإرهاب.
ولأن الوصول إلى حكومة منتخبة لا يمكن إلا عبر حوار الفرقاء الليبيين، شددت السفارة، في تغريدة، على أن حماية حقوق الليبيين في حرية التعبير والتجمع السلمي، فضلا عن حقوق الإنسان الأساسية الأخرى هي أساس ضروري لبلد أكثر ازدهارا وسلاما.
وخلال لقائه المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، أكد القائم بأعمال السفارة الأمريكية أوريدمان دعمهم الكامل لجهود باتيلي في قيادة حوار بين المؤسسات السياسية الليبية، بما يفضي إلى تعجيل وصول ليبيا إلى الانتخابات.
متحدث دبلوماسي: لا توجد مؤسسة منتخبة في ليبيا
المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية سامويل وربيرغ ذكر، في حديثه لوسائل إعلام، أن المجتمع الدولي يدرك عدم وجود حكومة أو مؤسسة حكومية منتخبة في ليبيا، وأنه على الليبيين اختيار الحكومة التي ستقوم بأي اتفاقيات دولية.
وربيرغ شدد على أنه ليس هناك أي حل عسكري أو انفصال للدولة، مشيرا إلى أنه لا بد للأطراف الليبية من البحث عن حلول ووضع معايير لإجراء الانتخابات، في إصرار أمريكي واضح على أن الحوار هو الطريق نحو الاستحقاق الانتخابي.
“حكومة شرعية هذا هو الحل”
في أواخر سبتمبر الماضي، أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، خلال مقابلة تلفزيونية، أن ما تحتاجه البلاد الآن هو اتفاق عام على حكومة شرعية بشكل كامل تحظى بالقوة والثقة لإدارة شؤون كل الليبيين، و”هذا سيحصل فقط عبر الانتخابات”.
ويطرح محللون سياسيون تساؤلاتهم ما إذا كانت واشنطن ستقدم دعما ملموسا للحوار الوطني وما يتوصل إليه من نتائج، لاسيما مع الاختلاف الدولي، والتقاطع الإقليمي في الملف الليبي، وفقا لمصالح كل طرف متدخل في الأزمة الليبية، وهو ما ستجيب عنه الأيام القادمة.
مناقشة حول هذا post