توقفت الدراسة اليوم الأحد بعدة بلديات في العاصمة طرابلس بعد أن شهدت هطولا غزيرا للأمطار أغرق شوارعها، وشلّ حركة السير بها، الأمر الذي أوقف العديد من الأعمال، وأدى إلى بقاء التلاميذ في بيوتهم بعيدا عن مقاعد الدراسة، فإلى متى تستمر هذه الظاهرة التي تجاوزتها دول العالم؟!
التقلبات الجوية
مدير مكتب الإعلام في المركز الوطني للأرصاد الجوية محيي الدين على قال لـ أبعاد، إن الأمطار الغزيرة ستستمر في الهطول طيلة الـ 24 ساعة القادمة على سواحل الشمال.
وأوضح علي أن كمية الأمطار وسرعة الرياح ستنخفض قليلا يوم غد الاثنين، بينما سيكون البحر شديد الاضطراب محذرا البحارة من دخوله.
ولفت علي إلى أنه سيكون هناك منخفض جوي آخر يومي الثلاثاء والأربعاء، ولكن سيكون تأثيره بشكل أقل مع هطول أمطار متفرقة، وفق قوله.
المدارس تغلق أبوابها
بلدية أبوسليم، التي تعد الأكثر كثافة سكنية بطرابلس، أعلنت تعليق الدراسة ليومي الأحد والاثنين، وأوضحت في بيانها أن ذلك جاء “انطلاقا من حرصنا على سلامة أبنائنا الطلبة والمدرسين وأولياء الأمور وللصالح العام، وبناء على التفويض الممنوح من وزير التعليم ومراقبات التعليم بالبلديات وذلك نظرا للحالة الجوية”.
مراقبة التربية والتعليم ببلدية سوق الجمعة أعلنت كذلك تعليق الدراسة بل المؤسسات التعليمية التابعة للمراقبة “العامة والخاصة” ليومي الأحد والاثنين، مبينة أن ذلك يشمل الموظفين والعاملين بديوان المراقبة.
وأرجعت المراقبة الأسباب إلى إغلاق معظم الطرق بالبلدية نتيجة “هطول كميات غزيرة من الغيث النافع مما تسبب في صعوبة التنقل والوصول إلى المؤسسات التعليمية”.
في حين أصرت بلدية طرابلس المركز على استمرار الدراسة بشكل طبيعي اليوم دون إيقافها، على الرغم من التقلبات الجوية والأمطار الغزيرة الخطِرة!
لا حلول جذرية
باحثون تربويون يرون أن توقف الدراسة أمر غير مبرر، لاسيما مع وجود العديد من الحلول التقنية في مثل هكذا ظروف، مذكّرين بكيفية تعامل دول العالم مع جائحة كورونا حين نقلوا التعليم بالكامل إلى التعليم الإلكتروني الذي شهد تفاعلا جيدا للغاية بين الأستاذ والطالب، وحال دون توقف التحصيل العلمي.
لكن يعود الباحثون فيقولون إن تحقيق مثل هذا الإنجاز في ليبيا يعد تحديا صعبا في ظل عدم وجود بنية تحتية تقنية قوية في كامل ربوع البلاد، إلى جانب استحالة مقدرة كل أولياء الأمور على توفير المعدات والتجهيزات اللازمة في بيوتهم، وهو ما يجعل من الحديث عن الأمر غير ذي جدوى، ليستمر التساؤل إلى متى تعرقل أدنى تقلبات جوية سير دراسة الطلاب في ليبيا؟
مناقشة حول هذا post