على الرغم من أنها تحتل الصدارة في قائمة اهتمام الشباب الليبي دون منازع؛ في المقاهي والمنازل، وفي أحاديث الشارع، فإن ليبيا تظل مع ذلك أبعد ما يكون عن تحقيق أي تقدم في كرة القدم، شأنها كشأن كل المسارات المتعطلة في البلاد منذ سنين طويلة.
ومع ذلك، لا يزال البعض يتساءل: لماذا لا تستضيف ليبيا كأس العالم؟ سؤال الإجابة عنه من باب “توضيح الواضحات!” ولكن تظل واقعة إعلان ليبيا ترشحها لاستضافة المونديال الكروي لعام 2010 جوابا كافيا عن هذا السؤال.
ففي عام 2006 أجرى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك جوزيف بلاتر رفقة وفد من مسؤولي “الفيفا” زيارة إلى ليبيا للاطلاع -عن قرب- على الملف الليبي المُقدم لاستضافة الحدث الكروي الأبرز بالشراكة مع الجارة التونسية.
ولأن الحدث الرياضي الأضخم في العالم يتطلب العديد من الاستعدادات، والإمكانيات الكبيرة، وليس مجرد عرض يُنال بـ “الوساطات” فقد كانت زيارة الوفد الدولي إلى ليبيا كافية للتيقن من أن هذا البلد أبعد ما يكون عن استضافة بطولة بحجم كأس العالم.
البنية التحتية غائبة، والتخطيط الاستراتيجي للمدن والطرق والشوارع “عشوائي” والملاعب في حالة يُرثى لها، الأمر الذي تغدو معه استضافة البطولة “ضربا من المستحيل” وبالتالي ذهب تنظيم الحدث إلى دولة جنوب أفريقيا التي كانت على قدر المسؤولية.
بعد اندلاع الثورة الليبية، والإطاحة بالنظام السابق، استبشر مشجعو الكرة في بلادنا بحدوث تطور في الرياضة الليبية، والنهوض بها إلى مستوى آمال المشجعين واللاعبين وشتى رياضيّي البلاد ونخبتها بعد سنوات من المعاناة.
غير أن الواقع شيء، والآمال شيء آخر تماما! فقد شهدت الإدارة الرياضية في ليبيا إخفاقا متواصلا يصعب سرد محطاته الطويلة والكثيرة، جعل من مركز الرياضة الليبية من أضعف ما يكون على المستوى الأفريقي، فضلا عن العربي، ناهيك عن العالمي برمّته!
ويُعد مونديال قطر 2022 درسا قاسيا لمسؤولي الكرة الليبية، فبعد 12 عاما من العمل المتواصل تُنظم الدوجة الحدث الرياضي الذي ربما يكون هو الأكثر تميزا خلال كل النُسخ السابقة، ضاربة بذلك المثل في العمل الجاد للوصول إلى أعلى قمة هرم كرة القدم، وأما “الأحلام” فيُحسنها الجميع!
مناقشة حول هذا post