تصدرت واقعة اختفاء أبوعجيلة مسعود حديث الشارع الليبي، فالرجل المشتبه به في قضية تفجير “لوكربي” الشهيرة التي (وقعت عام 1988) اختفى في ظروف غامضة دون أن تكشف السلطات المعنية عن أي تفاصيل، فما سبب اختطافه الآن؟ وما السر وراء إحياء القضية؟
ما حكاية لوكربي؟
تعود القضية إلى عام 1988 حين سقطت طائرة ركاب أمريكية فوق قرية لوكربي الأسكتلندية إثر تفجير الطائرة، ما أسفر عن مقتل ركاب الطائرة بالكامل وعددهم 259 راكبا، و11 شخصا من سكان قرية لوكربي.
كيف عادت إلى المشهد؟
كانت قضية لوكربي في طي النسيان بعد أن أغلقت الدولة الليبية هذا الملف نهائيا عام 2008 حين توصلت إلى تسوية اعترفت بموجبها عن مسؤوليتها عن أعمال موظفيها، ودفعت تعويضات إلى أسر الضحايا.
غير أن مقابلة لوزير خارجية الدبيبة نجلاء المنقوش مع قناة بي بي سي، نوفمبر 2021، أعادت القضية إلى الواجهة مجددا، حين تحدثت المنقوش عن إمكانية تسليم مشتبه به مطلوب من قبل الولايات المتحدة في هذه القضية.
وبالتزامن مع مقابلة المنقوش، طالب عبد الحميد الدبيبة بإعادة فتح الملف، ومحاسبة المتورطين في القضية، لافتا إلى أنهم سيجرون تحقيقا لمعرفة من ارتكب هذه الواقعة وتسبّب في المعاناة لليبيا، حسب تعبيره.
هذه التصريحات من الدبيبة ووزيرة خارجيته العام الماضي أثارت جدلا واسعا حول أسباب الحديث عن ملف أغلق نهائيا منذ أكثر من 13 عاما، ولعل جزءا من الإجابة تكشف عنه واقعة اختطاف المواطن أبوعجيلة مسعود، أحد المشتبه بهم، الخميس الماضي.
“اختطف من منزله بأبوسليم”
رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أحمد حمزة قال، في تدوينة، إن المريمي اختطف من منزله بالمساكن الشعبية في منطقة أبوسليم على يد قوة مسلحة تابعة لجهاز دعم الاستقرار، لافتا إلى أن هذا الملف كان مغلقا وأعادته المنقوش إلى الواجهة من جديد.
نائب: الهدف ابتزاز الدولة
عضو مجلس النواب عبد المنعم العرفي ذكر لـ أبعاد أن من يحاول فتح قضية لوكربي من أطراف؛ سواء محلية أو دولية، يسعى إلى ابتزاز الدولة الليبية، مؤكدا أن مجلس النواب سيتخذ موقفا حازما ضد كل هذه المحاولات.
مجلس الدولة: لا بد من إنهاء هذا العبث
المجلس الأعلى للدولة أعلن رفضه التام لمحاولات إعادة فتح هذا الملف من قبل بعض الجهات المحلية، وإرجاعه إلى الواجهة مرة أخرى؛ لافتقاره إلى أي مبررات سياسية أو قانونية، مؤكدا عدم التزامهم بكل ما يترتب على هذا الإجراء من استحقاقات تجاه الدولة الليبية.
ودعا مجلس الدولة، في بيان، مجلس النواب والمجلس الرئاسي والنائب العام إلى التضامن معه واتخاذ الإجراءات المناسبة لإنهاء ما وصفه بـ “العبث”، مطالبا الأجهزة الأمنية ذات الاختصاص بتوضيح حالة اختفاء المواطن أبو عجيلة المريمي في هذه الظروف الغامضة.
مسؤول سابق يعلق
وكيل وزارة التعليم السابق عبد الرحيم البركي علق على ما حدث بأنه تسليم للمواطن الليبي أبوعجيلة لـ “الأمريكيين” مشيرا إلى أنها صفقة تؤكد عمالة حكومة طرابلس، وتهدف إلى خلط الأوراق في المشهد الليبي، وعرقلة مهمة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي.
مناقشة حول هذا post