سجال لا ينتهي، هكذا يمكن تلخيص الصراع المستمر بين رئيس مجلس الدولة خالد المشري، وعبد الحميد الدبيبة، ولكن هذه المرة تغير نمط الصراع من ردهات مواقع التواصل الاجتماعي، إلى توجيه فوهة البنادق نحو مقر انعقاد مجلس الدولة لمنعه من عقد جلسته التي ستبحث سبل توحيد السلطة التنفيذية، وهو ما يدفع الدبيبة للشعور بالخوف من تنحي سلطته التي يستمر فيها بقوة الأمر الواقع.
فقد اتهم المشري بشكل واضح قوة دعم الدستور بأنها من منعت عقد جلسة المجلس بطرابلس، وذلك بأوامر من عبد الحميد الدبيبة ومستشاره إبراهيم الدبيبة، وبمكنة إعلامية يقودها وزير الاتصال بحكومته.
وقال المشري، في بيان مرئي، إن الدبيبة يريد الاستفراد بالمنطقة الغربية ومنع توحيد السلطة التنفيذية؛ لرغبته في البقاء في السلطة بالقوة وباستخدام المجموعات المسلحة، معتبرا أن ما حدث يُعد سابقة لم تحدث بعد 17 فبراير، حيث يمنع رئيس وزراء سلطة سيادية عليا من أداء مهامها.
الدبيبة: هناك من يعقد الاتفاقيات في الغرف المظلمة
بدلا من النفي بلهجة واضحة، لجأ عبد الحميد الدبيبة، في بيان له، إلى الدفع بالمشري نحو سجالهما الشخصي، قائلا إن سياسة التكتم وعقد الاتفاقيات في الغرف المظلمة من أشخاص لا يتمتعون بثقة الشعب الليبي للتمديد لأنفسهم في السلطة قرابة 11 عاما قد يؤدي إلى احتجاجات غير منضبطة، حسب تعبيره.
وتابع: “بات واضحا أن هناك طرف طموح في القفز بعد 11 عاما من السلطة التشريعية إلى السلطة التنفيذية عبر تقاسم السلطة وتأجيل الانتخابات والشعب الليبي لن يقبل” مبينا أنه كلف وزارة الدفاع للتحقيق في الملابسات الحقيقية بشأن عقد جلسة مجلس الدولة، مشيرا إلى أن من كانوا موجودين هم “قلة من المحتجين” في تنصل واضح من الحادثة.
سرعان مارد المشري، عبر تويتر، على بيان الدبيبة بأنه لم يكن هناك ولو محتجا واحدا أمام مقر انعقاد جلسة مجلس الدولة، بل كانت هناك مدرعات وأسلحة ثقيلة تابعة للدبيبة، مشيرا إلى أن ” الجميع يعلم من الذي يعقد الصفقات وصفقة المؤسسة الوطنية للنفط خير دليل”.
ووجه المشري حديثه مباشرة للدبيبة قائلا: “لا نريد تأمينك فقط خلينا في حالنا وسنعقد جلسة المجلس بالظروف المناسبة لنا ولست أنت من يقرر موعدها”.
مرة أخرى.. تأجيل الجلسة
وعلى الرغم من دعاوى الدبيبة بتوجيه تعليماته لوزارة داخليته بتأمين مكان انعقاد جلسة مجلس الدولة التي كانت مقررة اليوم، فقد تأجلت الجلسة مرة أخرى ولأسباب أمنية، وفق ما صرح به عضو المجلس أحمد لنقي لـ أبعاد.
صراع علق عليه الإعلامي محمود شمام، في تدوينة، بقوله: “هل خطوة الدبيبة بمنع مجلس الدولة من الاجتماع عمل سياسي محسوب أم مناورة يائسة؟”.
مناقشة حول هذا post