بعد لقائهما في المملكة المغربية وإعلان التوافق على توحيد السلطة التنفيذية في البلاد، وتغيير المناصب السيادية، وإنهاء الانقسام الذي استمر لسنوات، ينتظر الليبيون الخطوات القادمة لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري بشأن هذا الإعلان.
فالرجلان يستعدان لوضع اللمسات النهائية على التفاهم الذي سيفضي إلى تشكيل حكومة موحدة لكامل التراب الليبي تعمل على تهيئة الأجواء للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، وذلك في لقاء يرجح البعض أن يكون بأنقرة التركية.
تفاصيل اللقاء المرتقب
ولمزيد من التفاصيل تحدثت أبعاد مع عضو مجلس النواب عبد النبي عبد المولى والذي كشف بدوره عن لقاء مرتقب بين الرجلين لتكملة ما اتفقا عليه حول السلطة التنفيذية والمناصب السيادية.
وقال عبد المولى: “من المتوقع أن يكون هناك ملتقى جنيف 2 ولكن بين مجلسي النواب والدولة فقط، بحسب تفاهم عقيلة والمشري” مشيرا إلى أن عقيلة صالح يسوق نفسه كرئيس للمجلس الرئاسي، وخالد المشري كرئيس للحكومة المقبلة.
منافسون آخرون
المنافسة ليست حكرا على عقيلة والمشري فقط، إذ تحصلت أبعاد على أسماء شخصيات رشحت نفسها لتولي رئاسة الحكومة الجديدة، وهم محمد المنتصر، وعارف النايض، ومحمد الغويل، وعلي ساسي، وأحمد معيتيق، ومعظمهم من المترشحين في الانتخابات الرئاسية في ديسمبر الماضي.
موقف مجلس الدولة
مع وضوح موقف مجلس النواب الذي سحب الثقة من حكومة الدبيبة منذ أكثر من سنة، يتساءل كثيرون عن الموقف الحقيقي للمجلس الأعلى للدولة من المشهد الحالي، وهو ما كشفت عنه عضو المجلس نعيمة الحامي قائلة، إن المزاج العام الحالي داخل المجلس يرى ضرورة الفصل في المناصب السيادية.
الحامي أفادت أن المجلس يرى أيضا ضرورة إيجاد سلطة تنفيذية موحدة تبسط نفوذها على عموم البلاد قبل الذهاب إلى الانتخابات، مضيفة: “وحسمنا أمرنا فيما يخص المواد الخلافية في القاعدة الدستورية” وفق قولها.
أنقرة: حكومة الدبيبة مؤقتة
بالتزامن مع الحديث عن الحكومة المقبلة، صرح وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو بأن حكومة الدبيبة حكومة مؤقتة وغير مخولة بالتوقيع على الاتفاقيات الدولية، باستثناء مذكرات التفاهم، وذلك إجابة عن سؤال ورده من أحد البرلمانيين الأتراك، وفقا لصحيفة نورديك مونيتور.
تهديد أمريكي للمعرقلين
المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية ريتشارد نورلاند من داخل العاصمة طرابلس لوح بتحذير أمريكي للمعرقلين، قائلا: “الولايات المتحدة قد تعيد تقييم علاقاتها مع الجهات الفاعلة والمؤسسات التي تؤخر وتعرقل التقدم نحو الحلول السياسية”.
وأكد نورلاند أن هناك ضرورة ملحة لاتخاذ خطوات ملموسة لإنشاء قاعدة دستورية تُفضي إلى انتخابات موثقة وشفافة، على حد تعبيره.
فهل تساعد الظروف والمعطيات المتاحة رئيسي المجلسين في الذهاب إلى الأمام نحو تشكيل حكومة موحدة قادرة على إجراء الانتخابات، وتوحيد المناصب السيادية، أم أن سيناريو آخر قد يكون سيد المشهد؟
مناقشة حول هذا post