على الرغم من انطلاق العام الدراسي الجديد 2022 – 2023 لكل المراحل التعليمية في مختلف المدن الليبية، بمشاركة أكثر من مليون و319 ألف تلميذ وتلميذة، بينهم 173 ألف تلميذ بالصف الأول الابتدائي، تستمر أزمة غياب الكتاب المدرسي؛ لتبدأ التساؤلات مجددا؛ هل نحن على أبواب عام آخر بلا كتاب؟
مراقب تعليم مصراتة أحمد امشيحيت لـ أبعاد إن كتب التعليم الأساسي والإعدادي لم تُوزع بعد لعدم الحصول على كميات كافية، مبينا أن مركز المناهج أبلغهم بإرسال جميع الكتب خلال أسبوع.
وأفاد امشيحيت أن 80% من الكتب المدرسية الخاصة بالتعليم الثانوي وزعت على المدارس وسيتم توزيعها على الطلبة، وبقية الكتب سيتم توزيعها خلال الأيام القادمة.
وأشار مراقب مصراتة إلى وجود عجز في المعلمين بمواد الحاسوب واللغة العربية والرياضيات والإنجليزي، وخاصة مادة الحاسوب كونها ستُدرس بكل الصفوف ابتداء من الصف الأول الابتدائي، وفق قوله.
من جانبه ذكر مراقب تعليم سوق الجمعة رشاد بشر لـ أبعاد أن 25% فقط من الكتب المدرسية متوفرة لديهم في المراقبة، مشيرا إلى أن مركز المناهج لا يزال يرسل لهم بقية الكميات.
وتابع قائلا: “لدينا عجز في معلمي مادتي اللغة العربية والرياضيات بنسبة تقدر 20% وما زلنا ننتظر لجنة الملاك الوظيفي تنهي عملها، لفلترة المعلمين في جميع البلاد، وتغطية العجوزات في المدارس”.
مراقب تعليم أوباري عبد الرزاق حسن أفاد لـ أبعاد أن الكتب المتوفرة في المراقبة نسبتها 17%، والمتوفرة بمخازن المنطقة الجنوبية نسبتها 40%، مبينا أن مركز المناهج أكد لهم أنه خلال أسبوعين سيتم توزيع كل الكتب.
وأضاف: “لدينا عجز في معلمي مواد الحاسوب والرياضيات والإحصاء واللغة الإنجليزية، وخاصة في مادة الحاسوب كونها بدأت مفروضة على جميع الصفوف”.
وتابع: “لدينا مشكلة قديمة من 10 سنوات، وهي عجز في مدرسي المواد الفنية والبدنية، كمعلمي الرسم والموسيقى والرياضة؛ إذ إن المعاهد في المنطقة لم تُخرّج دفعات منذ قرابة 20 عام”.
واختتم حديثه قائلا: “3 مدارس لم تفتح أبوابها، اثنتان منها توقفت أعمال الصيانة بها منذ عام 2017 لأسباب مالية، والثالثة لم تدخل للصيانة بعد”.
ووفقا لوزارة التربية والتعليم بطرابلس، يصل عدد تلاميذ التعليم الأساسي حتى الآن إلى مليون و420 تلميذا، فيما يدرس 318 ألفا و939 طالبا بمرحلة التعليم الثانوي.
ويبلغ عدد المؤسسات التعليمية العامة والخاصة بداخل البلاد وخارجها 6488، بينها 4726 مؤسسة عامة، و1762 مؤسسة خاصة، بحسب إحصائيات الوزارة.
بداية متعثرة، ومصير مجهول للكتاب المدرسي وهل سيتوفر قريبا لكل هذه الأعداد الكبيرة من التلاميذ، أم سنشهد عاما كسابقه، بلا كتاب، ناهيك عن أزمة نقص المعلمين في بعض الاختصاصات، وهو ما يجعل من بعض المدارس أمام مشكلة تدريس هذه المواد لطلابها.
فهل بات يدرك المسؤولون عن قطاع التعليم مدى حجم المشكلة، وما يمكن تقديمه من حلول لها، أم “اتسع الخرق على الراقع”؟!.
مناقشة حول هذا post