لا تزال معادلة الاستقرار صعبة للغاية في ليبيا، في ظل استمرار حالة الانقسام العسكري والمؤسسي، والانسداد السياسي الذي تشهده البلاد، لاسيما مع ارتباط ملف الدولة المطلة على الساحل مع مصالح وتقاطعات دولية وإقليمية، وهو ما يجعل من الاستقرار في عروس المتوسط طريقا شائكا محفوفا بالألغام.
واشنطن: الانتخابات هي الحل
ترى واشنطن أن الانتخابات هي الحل للأزمة الليبية، إذ يقول سفير الولايات المتحدة الأمريكية ومبعوثها إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، إن ما تحتاجه ليبيا الآن هو اتفاق عام على حكومة شرعية بشكل كامل تحظى بالقوة والثقة لإدارة شؤون كل الليبيين، و”هذا سيحصل فقط عبر الانتخابات”.
وفي آخر التصريحات الصحفية، قال المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية سامويل ويربيرغ، إن هناك تحديات أمام ليبيا، ولا بد من وجود حكومة وتوافق ورؤية مشتركة.
وأكد ويربيرغ أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم سيادة الدولة الليبية، وتعتقد أن أي حل في ليبيا يجب أن يكون بين الليبيين أنفسهم، لافتا إلى أنه لا يمكن لأي دولة أن تفرض حلا على الشعب الليبي.
أوروبا: إخراج المرتزقة وتعزيز الحوار
الاتحاد الأوروبي يصر على ضرورة حسم الملف العسكري لتمهيد الطريق نحو الاستقرار في ليبيا، عبر الحوار، ومن ثَم الانتخابات.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لويس بوينو، إن الاتحاد بحاجة إلى رؤية التنفيذ الملموس لخطة العمل التي اتفقت عليها اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 بشأن انسحاب المرتزقة.
وأشار الدبلوماسي الأوروبي إلى أن تعزيز حوار الفاعلين الليبيين يُعتبر قاعدة ضرورية للحفاظ على الاستقرار، ويؤدي إلى انتخابات في الفترة القريبة، على حد تعبيره.
موسكو: الشعب الليبي هو من يقرر مصيره
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريح صحفي، ذكر أن لدى موسكو مصلحة في تحقيق الاستقرار بليبيا، مؤكدا على أنهم سيستمرون في دعم الشعب الليبي لتقرير مصيره.
أنقرة: لا بد من تشكيل حكومة قوية
خلال كلمته في الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة إجراء انتخابات عادلة وذات مصداقية في ليبيا، وتشكيل حكومة قوية تكسب مشروعيتها من الشعب.
وأكد أردوغان أن أنقرة تدعم جهود الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار والرفاه في ليبيا، وأنها تريد حماية سيادة الشعب الليبي ووحدته وسلامته، على حد تعبيره.
الجامعة العربية: السياسة مفتاح حل الأزمة
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أشار إلى أن مفتاح الأزمة الليبية يكمن في الحل السياسي الذي سيظل الخيار الوحيد الممكن لتحقيق الاستقرار في ليبيا وإنهاء معاناة الشعب الليبي، خلال كلمة له بمجلس الجامعة مؤخرا.
القاهرة: ندعم قرارات السلطات التشريعية والانتخابات هي الحل
وزير الخارجية المصري سامح شكري شدد، خلال مؤتمر صحفي أكتوبر الجاري، على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة، ودعم جهود مجلس النواب الليبي، وضرورة خروج المرتزقة والمقاتلين والقوات الأجنبية في مدى زمني محدد، كحل للأزمة.
وأعلنت القاهرة في مواقف متعددة دعمها الكامل لقرارات مجلس النواب الليبي بتكليف الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا، وسحب الثقة من حكومة الدبيبة التي استنفدت أيضا المدد الزمنية في اتفاق جنيف، وذلك لإفساح الطريق أمام حلحلة الأزمة.
دعم تونسي متواصل للحوار
لا يكاد يخفى الموقف التونسي على أحد، فلطالما كانت الجمهورية التونسية الداعم الأول للحل السياسي في ليبيا، واللجوء إلى الحوار بين الأطراف الفاعلين في الداخل الليبي كسبيل إلى تحقيق الاستقرار الذي طال انتظاره في ليبيا.
مناقشة حول هذا post