لا تزال حادثة مقتل 15 مهاجرا، بينهم 11 جثة متفحمة، في مدينة صبراتة بالساحل الغربي الشغل الشاغل للساحة الليبية والدولية، التي تنتظر كشف الحقائق المتعلقة بها؛ لمحاسبة المسؤولين عنها.
وكيل النيابة بمكتب النائب العام علي زبيدة كشف، خلال مقابلة مع قناة ليبيا الأحرار، عن مستجدات القضية، مبينا أنهم بادروا بفتح تحقيق شامل في الحادثة، والتي اعتبرها تشكل “جرما جنائيا خطيرا”.
وقال زبيدة، إن التحقيقات أسفرت عن ضلوع 4 شخصيات صدرت بحقهم أوامر قبض، وتمكنت الجهات الأمنية من إلقاء القبض على اثنين منهم، والتعرف عليهما من قبل الناجين من الحادثة، والتأكيد على مسؤوليتهم بشكل مباشر عن الجريمة.
وأفاد أنه تم اكتشاف 6 أوكار للمهاجرين غير الشرعيين من جنسيات مختلفة في صبراتة وضواحيها، إلى جانب القبض على 3 أفراد من عصابات التهريب، ومصادرة قوارب صيد، وأطقم نجاة، ومعدات إبحار، وإحالتها على النيابة العامة.
وأكد وكيل النيابة بمكتب النائب العام تحرير كل المهاجرين المحتجزين داخل هذه الأماكن، وإحالتهم على جهات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية، بإشراف مباشر من النائب العام.
بعد قرابة أسبوع على الواقعة.. الرئاسي يخرج عن صمته
بعد مرور قرابة أسبوع كامل على هذه الواقعة الأليمة، قرر رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي أن يخرج عن صمته، فقد عقد اجتماعا موسعا مع مختلف المسؤولين الأمنيين والعسكريين، شدد خلاله على ضرورة الكشف عن ملابسات هذه القضية ومعرفة أسماء المتورطين في هذه الجريمة البشعة في أسرع وقت ممكن، وإحالة الجُناة على الجهات المختصة.
الاجتماع بحث أيضا محاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، والمحافظة على الأمن وخاصة أمن الحدود البحرية لمنع حركة المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر، وقطع جميع الطرق عن تجار البشر في المناطق التي تنشط فيها هذه الظاهرة، وفق المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.
فيما لم يبادر عبد الحميد الدبيبة حتى الآن بإلقاء ولو كلمة مقتضبة عن الواقعة، على الرغم من الزخم المحلي والدولي الكبير الذي تشهده، واهتمام مختلف المؤسسات والمنظمات الكبرى في العالم بمجرياتها!
دعوات للتعاون الأفريقي الأوروبي مع ليبيا
رئيسة لجنة رسم سياسيات واستراتيجيات الهجرة في مجلس النواب ربيعة أبوراص دعت الشركاء الدوليين وعلى رأسهم الاتحادان الأفريقي والأوروبي إلى التعاون مع ليبيا في مراقبة الحدود المشتركة في البر والبحر، ومحاربة عصابات تهريب البشر.
أبوراص أكدت أن ليبيا لا يمكنها معالجة أزمة تدفقات الهجرة غير النظامية بمفردها، لافتة إلى ضرورة التحرك بشكل عاجل لمحاسبة المسؤولين عن حادثة صبراتة، وفق قولها.
حكماء صبراتة: المدينة باتت ضحية للمافيات
رئيس مجلس حكماء وأعيان صبراتة أحمد السايح أدان، في حديث لـ أبعاد، ما وقع على شواطئ المدينة من قتل وحرق المهاجرين، معتبرا أنها “جريمة بشعة” على حد تعبيره.
السايح قال إن مدينة صبراتة أصبحت ضحية لمافيات الاتجار بالبشر، مضيفا أنهم تواصلوا مع مكتب النائب العام والحكومة في طرابلس وقاموا بإعطائهم المعلومات المتوفرة لديهم حول هذا الملف.
استنكار دولي واسع
سفارتا الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة أدانتا جريمة صبراتة، داعيتين إلى التحقيق بسرعة في هذا الهجوم المروع، ومحاكمة المجرمين المتورطين، وتكثيف الجهود لمكافحة الاتجار بالبشر.
فيما اعتبرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أن هذا الهجوم هو تذكير صارخ بضعف الحماية الذي يواجهها المهاجرون وطالبو اللجوء في ليبيا، والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان التي ترتكبتها شبكات تهريب قوية وشبكات إجرامية تحتاج إلى إيقاف سريع ومقاضاة.
من جانبها طالبت لجنة الإنقاذ الدولية بتوسيع عمليات الاتحاد الأوروبي لحماية المهاجرين، واصفة حادثة مقتل المهاجرين غير النظاميين على شواطئ صبراتة بـ “الصادمة”.
مناقشة حول هذا post