باتت تحذيرات المراقبين التعليميين والتربويين واقعا ملموسا، بعد صدور نتائج امتحانات شهادة إتمام مرحلة التعليم الثانوي للعام 2021 – 2022، والتي كشفت عن تراجع كبير في معدلات نجاح الطلبة، ما يؤكد تحذيرات المختصين من ضرورة تلافي مشاكل التعليم؛ للحد من تفاقمها.
فقد أعلنت وزارة التربية والتعليم بطرابلس، والمركز الوطني للامتحانات، أمس الاثنين، نتيجة امتحانات شهادة إتمام مرحلة التعليم الثانوي لـ 112 ألفا و669 طالبا وطالبة، للعام الدراسي 2021 – 2022م بنسبة نجاح عامة بلغت 59.56%، وهو ما يُعد تراجعا عن العام الماضي بـ 17.35%!
كما سُجلت نسبة النجاح في القسم العلمي بواقع 64.73%، و40.30% للقسم الأدبي و34.48% للتعليم الديني، بتراجع كبير للغاية عن نتائج السنة الماضية.
فقد بلغت نتائج امتحانات إتمام الشهادة الثانوية للعام الدراسي 2020 – 2021 نسبة نجاح 76.91%، أداها 106 آلاف و774 طالبا وطالبة، موزعين بواقع 81 ألفا و117 في القسم العلمي، و25 ألفا و320 في القسم الأدبي، و337 في التعليم الديني.
وسجلت نسبة النجاح في القسم العلمي بواقع 80.14%، و66.49% للقسم الأدبي، و82.79% للتعليم الديني، الأمر الذي يتطلب دراسة أسباب هذا التراجع الكبير في نسب النجاح مقارنة بالعام الماضي.
تأخر الكتاب المدرسي
من بين أبرز المشاكل التي أثارت جدلا في الشارع الليبي، غياب الكتاب المدرسي عن التلاميذ، وتأخر وصوله، ما أثر على التحصيل الدراسي بشكل كبير، على الرغم من اعتراف عبد الحميد الدبيبة بأنه وافق على طلب وزير التعليم بحكومته موسى المقريف برصد نحو 190 مليون دينار لطباعة الكتب.
ليأمر النائب العام على إثر ذلك بحبس وزير التربية والتعليم احتياطيا على ذمة التحقيق في قضايا إهماله أداء واجبه وممارسة الوساطة والإخلال بمبدأ المساواة في التعاقد على طباعة الكتاب المدرسي.
ضعف الكوادر
موقع العربي الجديد نقل عن المقريف قوله، إن ما يقارب الـ 20 % من أفراد الكادر الوظيفي بقطاع التعليم غير مؤهلين تربويا، ويرجع سبب تدني مستوى المعلمين في ليبيا إلى غياب الأموال التي تحتاجها الوزارة للتدريب والتطوير، وتكدس الكادر في الوزارة إلى 600 ألف موظف.
خلل في توزيع المعلمين
عدة مراقبين تعليميين أشاروا إلى وجود خلل كبير في توزيع المعلمين داخل المدارس وفقا للتخصصات، والمواد التعليمية، إذ يشهد القطاع تكدسا للمعلمين في بعض المواد، وانخفاضا حادا في معلمي بعض المواد الأخرى كاللغات، وهو ما يؤدي إلى مشاكل في تغطية هذا العجز، والاستفادة من الفائض في الجانب الآخر.
الحرب وآثارها
الجميع متضرر من الحروب والاشتباكات في ليبيا، وليس قطاع التعليم بمنأى عن ذلك، فقد تسببت الاشتباكات، لاسيما في العاصمة طرابلس، في توقف الدراسة أكثر من مرة، وهذا التوقف وإن لم يكن بالفترة الطويلة، يؤثر على سير العملية التعليمية سلبا.
وتظل أي عرقلة في العملية التعليمية خللا ضمن مشاكل واسعة بمختلف مؤسسات الدولة، الأمر الذي يستدعي إصلاحات شاملة للنهوض بليبيا في كل المجالات، ما ينعكس إيجابا على العملية التعليمية، التي باتت في خطر حقيقي.
مناقشة حول هذا post