تساءل الكاتب الصحفي بشير زعبية في مقال: “لماذا تصر حكومة السيد الدبيبة على تغليف مذكرة التفاهم الموقعة بينها و بين الحكومة التركية بالغموض، ما يثير حولها الشكوك، ويبرر ما يتداول بشأنها من تأويل واستنتاج؟”.
وأضاف في مقال نشره بحسابه على فيسبوك: “لماذا لا تصدر توضيحا لمحتوى المذكرة، وهو مطلب مشروع ليس لخصومها فقط، ولكن لكل الليبيين المعنيين بالأمر قبل غيرهم؟ لماذا لم يظهر المتحدث باسمها ويقدم إلى الناس إحاطة كافية لفحوى ما جرى؟”.
وتابع: “كيف تقول وزيرة خارجيتها إنها غير ملمة بالتفاصيل الفنية لمذكرة التفاهم، وهي المعنية قبل غيرها بضرورة الإلمام بكل ما يتعلق بالشأن الخارجي لبلادها؟ ألم تكن ممثلة بمندوب لها خلال الترتيبات الأولى لإعداد المذكرة، مدير الإدارة الأوروبية أو الآسيوية، أو إدارة التعاون على سبيل المثال؟ ألم يرفع إليها هؤلاء نص مشروع المذكرة قبل التوقيع عليها؟”.
واستطرد متسائلا: “هل كثير على الليبيين أن يخرج رئيس هذه الحكومة بنفسه عبر وسائل الإعلام ويرد على اللغط المثار حول مذكرة تفاهم حساسة سياسيا، واقتصاديا، وأمنيا، وسياديا، شارحا ماذا تعني، وماذا ستستفيد منها بلادنا، حاضرا، ومستقبلا، وما الآثار المتوقع أن تنجم عن هذه الخطوة من زاوية علاقات ليبيا مع الدول المعنية بالأمر، وما المبررات التي يمكن الدفاع بها أمام من انتقدها واتخذ منها موقفا رافضا ومعارضا لها، داخل البلاد، وخارجها؟”.
وتساءل زعبية أيضا عن مغزى كل هذا التجاهل للضجة التي أثيرت وتثار حول خطوة الحكومة، بما في ذلك اتهامها بالتنازل للأجنبي، والتخلي عن السيادة، وإقحام البلاد في صراعات إقليمية، لا قبل لليبيا بها في هذا الوضع الهش الذي تعيشه.
واختتم الكاتب الصحفي بشير زعبية مقاله قائلا: “أطرح هذه الأسئلة بعيدا عن الجدل المتداول حول شرعية الحكومة الممثلة لليبيا في التوقيع على مذكرة التفاهم، وما إذا كان ما أقدمت عليه يدخل في مهامها وأولوياتها التي جاءت من أجلها”.
مناقشة حول هذا post