أعلنت الأمم المتحدة أن السنغالي عبد الله باثيلي باشر مهامه رسميا كممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ورئيسا للبعثة اعتبارا من 25 سبتمبر الجاري، وتماشيا مع قرارات مجلس الأمن.
وسيبدأ باثيلي بإجراء سلسلة من الاجتماعات مع كبار مسؤولي الأمم المتحدة وممثلي الدول الأعضاء في نيويورك، قبل وصوله إلى ليبيا في أوائل شهر أكتوبر المقبل.
ومع وصوله الوشيك إلى ليبيا، تزداد التساؤلات حول قدرة الدبلوماسي السنغالي على أن يخلق ثورة في عمل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، بما يدفع بالأطراف الليبية نحو الجلوس إلى طاولة الحوار، والتوصل إلى صيغة لحل نهائي للأزمة التي تجاوزت العقد من الزمان.
من هو؟
من مواليد 1947 بالسنغال، تدرج في دراسته حتى حصل على دكتوراه من جامعة برمنغهام بالمملكة المتحدة، وأما الخبرة العملية، فقد استمر وزيرا للبيئة في السنغال طيلة خمس سنوات (93-98) ليتولى بعد ذلك بسنتين منصب وزير الطاقة حتى سنة 2001، وفي عام 2007 كان أحد المترشحين لرئاسة السنغال.
اتجه باثيلي بعد ذلك للعمل الأممي، حيث تولى منصب نائب المبعوث الأممي في مالي سنة 2013، وفي عام 2014 عُين ممثلا للأمين العام للأمم المتحدة، ورئيسا لمكتب الأمم المتحدة الإقليمي بإفريقيا الوسطى.
كما ترأس وفدا أمميا زائرا لليبيا خلال عام 2021 لتقييم عمل البعثة الأممية بها آنذاك، ليتولى في العام 2022 مهام رئاسة البعثة الأممية في أول تمثيل إفريقي لهذا المنصب في ليبيا.
هل سيتفوق باثيلي على المبعوثين السابقين؟
الكاتب والمبعوث الأمريكي السابق إلى ليبيا جوناثان وينر يرى، في مقال نشره معهد الشرق الأوسط، إن المبعوث الأممي الجديد عبد الله باثيلي ليس مختصا في الشأن الليبي أو خبيرا في الشأن الإفريقي، حيث أمضى مسيرته المهنية في العمل على الصراعات في منطقة جنوب الصحراء.
وأضاف وينر: “وكما هو حال سابقته (يشير إلى ستيفاني وليامز) ستتمثل فترة ولايته في لقاء أفراد الطبقة السياسية والعسكرية في ليبيا، ومن المحتمل أن يتعرف باثيلي على الشخصيات التي أمضت العقد الماضي في التناوب على القتال والاصطفاف مع بعضها ، كما سيلتقي الجهات الفاعلة الأجنبية والإقليمية الرئيسة التي لعبت دور صانعي الملوك أو صانعي السلام خلال تلك الفترة، بدءا بتركيا ومصر”.
وأشار إلى أن هذه الجولات والمحادثات قد تتطلب من المبعوث الأممي إمضاء شهور أو سنوات في ذلك، متسائلا: “ولكن هل هذا العمل -الاستماع والتعلم والاستشارة- سيحقق أي هدف؟
لا بد من طريق آخر
الكاتب الأمريكي أكد أهمية ابتكار حلول جديدة بقوله: “التاريخ علمنا أن المبعوث الخاص الذي يتبع الطريق الذي وضعه سابقوه يشبه الحصان الذي يعرف جيدا الطريق إلى المنزل، عوضا عن الرائد الذي يمكن أن يقود ليبيا خارج المأزق الذي دام عقدا من الزمن”.
ولفت إلى صعوبة مهمة الدبلوماسي السنغالي، مبينا أن المأزق الليبي أصبح أكثر رسوخا من أي وقت مضى، حيث أكد عبد الحميد الدبيبة أنه لن يتنازل عن السلطة إلا لزعيم منتخب، وصرح رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا بنفس القوة أنه لن يتنازل عن التفويض الذي منحه إياه مجلس النواب، وفي الأثناء، تتنامى المشاعر الانفصالية في جنوب ليبيا، في انعكاس لمظالم حقيقية.
مسار الحل
الكاتب وينر يرى أنه يجب على الأمم المتحدة في الوقت الحالي أن تواصل عملها الحالي لتحقيق التقدم على مستويات ثلاثة في الدبلوماسية الليبية؛ سياسيا وأمنيا وعسكريا واقتصاديا.
كما يجب أن تستمر في التركيز على الانتخابات كونها مسارا مركزيا لشرعية أي حكومة ليبية، كما يجب على المبعوث الأممي الجديد أن يتحرك خارج الأطر السياسية الحالية عبر التحرك محليا، وفقا للكاتب.
وتستمر وجهات النظر في التطابق على أن الحل يأتي أولا من الداخل الليبي عبر توافق وطني يؤيده الليبيون، ويتمسكون به، للعبور بالبلاد نحو آخر النفق المظلم الذي عانوا منه طيلة عقد كامل.
مناقشة حول هذا post