أثارت الزيارة التي تجريها وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة نجلاء المنقوش العديد من التساؤلات، أبرزها حقيقة الموقف المصري من الحكومة التي ما زالت تتمترس بالعاصمة.
فقد نشرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الدبيبة صورا لزيارة المنقوش إلى جامعة الدول العربية، ولقائها أمين الجامعة أحمد أبو الغيط، بمناسبة انعقاد الدورة 158 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري برئاسة ليبيا.
وقبيل انعقاد الدورة التي ستترأسها شخصيا ممثلة الدولة الليبية.. تواصل المنقوش عقد العديد من اللقاء مع وزراء الخارجية، متحدثة باسم الدبلوماسية الليبية، فهل رحبت القاهرة بذلك؟
“المنقوش وصلت بوساطة إماراتية”
مصدر دبلوماسي أكد لـ أبعاد أن وصول المنقوش إلى العاصمة المصرية القاهرة كان بوساطة إماراتية، عقب رفض استقبالها من قبل السلطات المصرية في وقت سابق.
وقال مصدر ذاته، إن المنقوش وصلت القاهرة صحبة السفير الإماراتي، وتم استقبالها من قبل مدير مكتب وكيل وزارة الخارجية، وهو أدنى مستوى ممكن من الاستقبال.
وأشار إلى أن المنقوش ستترأس جلسة الجامعة العربية على الرغم من تحفظ الحكومة الليبية على تمثيلها بعد رفض الجامعة العربية التدخل في الانقسامات بليبيا.
وأوضح أن السلطات المصرية طلبت من المنقوش مغادرة أراضيها فور انتهاء الاجتماعات المقررة مباشرة، مبينا أن الاحتجاج المصري يأتي بسبب ترؤس المنقوش لجلسة الجامعة العربية وتمثيلها لحكومة منتهية الولاية وفق السلطة التشريعية في ليبيا.
وتأكيدا لما ذكره مصدرنا، غادر الوفد المصري، اليوم الثلاثاء، اجتماع الجامعة العربية أثناء إلقاء المنقوش لكلمتها، ما يُعد رسالة واضحة على الامتعاض المصري.
فيما نقل مراسل قناة الحدث أن وزير خارجية مصر سامح شكري كان على رأس الوفد المصري الذي غادر قاعة الاجتماع العربي مع بداية كلمة المنقوش.
الحكومة الليبية تعلق
الحكومة الليبية علقت على تولي المنقوش رئاسة مجلس الجامعة العربية ممثلة لليبيا، بأن هذا الإجراء يخالف دور الجامعة في التضامن الكامل مع دولة ليبيا في أزمتها، ومساعدتها في الحفاظ على وحدة أراضيها، والاعتراف بالحكومة الليبية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الليبي، بل ستشكك في نزاهة وشرعية الجلسات المنعقدة تحت رئاسة جسم منتحل صفة الشرعية.
وحذرت الحكومة، في بيان رسمي، من أن مثل هذه الإجراءات تهدد الاستقرار ووحدة ليبيا، وتمثل الانحياز إلى طرف سياسي منتهي الولاية فاقد الشرعية والقانونية.
ما هو الموقف المصري من حكومة الدبيبة؟
وزارة الخارجية المصرية، في يونيو الماضي، صرحت في بيان واضح اللهجة بأن تاريخ 22 يونيو هو موعد انتهاء خريطة طريق ملتقى الحوار السياسي وولاية حكومة الدبيبة المنبثقة عنه، وهي إجابة واضحة لمن يتساءل عن الموقف المصري.
وعقب ذلك أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري، أن القاهرة تبارك أي اتفاق بين السلطات التشريعية فيما يتعلق بالسلطة التنفيذية، في إِشارة واضحة إلى توافق مجلسي النواب والدولة على تكليف الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا، بعد سحب الثقة من حكومة الدبيبة.
وعلى الرغم مما سبق، تظل ممارسة المهام من داخل العاصمة طرابلس عقبة صعبة أمام الحكومة الليبية، في ظل تمترس الدبيبة بالجماعات المسلحة، ورفضه التسليم بشكل سلمي، ما يعمّق من الأزمة الليبية التي أكد الجميع محليا ودوليا؛ أن لا حل عسكريا لها.
مناقشة حول هذا post