تتوالى الترحيبات المحلية والدولية بتعيين السنغالي عبد الله بيثالي مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، ليكون هو الثامن عقب ثورة فبراير عام 2011، وخلفا للصربي يان كوبيش، ليباشر مهامه بعد خلاف طويل داخل مجلس الأمن عرقل تعيين مبعوث جديد لقرابة العام.
باشاغا يبادر بالترحيب
رحب فتحي باشاغا رئيس الحكومة الليبية بتعيين بيثالي مبعوثا أمميا إلى ليبيا، معربا عن تطلعه للتعاون والعمل المشترك، بما يسهم في استقرار ليبيا وترسيخ مبدأ التداول السلمي على السلطة وإجراء الإنتخابات وفق خارطة طريق تضمن توافر معايير النزاهة والشفافية، وفق حسابه على فيسبوك.
وعلى إثر هذا صدر بيان عن الحكومة الليبية ذكرت فيه أنها سبق أن أرسلت خطابا لأمين الأمم المتحدة ترحب فيه بترشيح بيثالي؛ استندا إلى خبرته وكفاءاته ولكونه من الاتحاد الأفريقي.
وجددت الحكومة تأكيدها الدائم على أن الحلول الليبية، والتسويات المحلية القابلة للتطبيق والموثوقة هي أساس الحل السياسي الشامل والدائم للأزمة السياسية التي تعيشها ليبيا.
وأشار البيان إلى أن الاتفاق بين مجلسي النواب والدولة هو السبيل الوحيد للوصول إلى سلطة تنفيذية موحدة قادرة على إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي يتطلع إليها كل الليبيين لاختيار ممثلهم بكل حرية.
المجلس الرئاسي يتفاءل
المجلس الرئاسي يُرحب بتعيين الدبلوماسي السنغالي عبد الله باتيلي مبعوثاً أممياً إلى البلاد
من جانبه أشاد المجلس الرئاسي بخبرة الدبلوماسي السنغالي، مثنيا على جهوده المبذولة بتقييم ودراسة هيكلة البعثة الأممية في ليبيا، موكدا دور الأمين العام للأمم المتحدة في دعم مساعي الليبيين للوصول إلى حلول سلمية، من خلال بعثتها في ليبيا، للذهاب إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب الآجال.
وأعرب المجلس الرئاسي، في بيان له ، عن أمله في أن يساهم بيثالي بخبرته الواسعة بمساعدة الليبيين في الانتقال إلى الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة التي يتطلع إليها كل أبناء الشعب الليبي.
الدبيبة يناقض نفسه
رحب عبد الحميد الدبيبة أيضا بتعيين السنغالي عبد الله بيثالي مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا.
وقال الدبيبة، في تدوينة على حسابه الرسمي بفيسبوك: “نرحب بتعيين عبدالله باتيلي مبعوثا أمميا جديدا إلى ليبيا”.
وأضاف: “نؤكد من جانبنا دعمنا الكامل لعمله وسندفع باتجاه الحل السياسي الشامل الذي يعجل بإصدار قاعدة دستورية توافقية، لإجراء الانتخابات”.
ويتناقض هذا الموقف مع ما أبداه الدبيبة عبر مندوب ليبيا بمجلس الأمن طاهر السني من اعتراض على ترشيح غوتيريش لبيثالي مبعوثا أمميا.
وذكر السني حينها، في كلمة مرئية، أنه يجب التشاور مع حكومة الدبيبة بشأن ترشيح الممثل؛ للتأكد من نجاح عمله كوسيط.
ونقلت قناة ليبيا الأحرار عن مصدر من الخارجية الليبية أن الحكومة لا ترفض أي خيار إفريقي، لافتا إلى أنها تدعم المرشح الجزائري صبري بوقادم وزير الخارجية السابق.
الشح معلقا على الدبيبة
المحلل السياسي أشرف الشح أعرب عن استغرابه من ترحيب الدبيبة على الرغم من اعتراضه في البداية.
وقال الشح، في تغريدة، إن المواقف السياسي ليست ثابتة، ولكن عندما تتغير يجب أن تستند على أسباب، أما القفزات “البهلوانية” فهي تُفقد صاحبها المصداقية، لا يمكن الاستمرار بهذه الطريقة، على حد تعبيره.
ترحيب دولي
الولايات المتحدة الأمريكية أبدت ترحيبها ببيثالي مبعوثا أمميا جديدا إلى ليبيا، معلنة، عبر تغريدة لوزير خارجيتها أنتوني بلينكن، دعمها لجهوده للتوسط في اتفاق لوضع إطار دستوري وجدول زمني للانتخابات في ليبيا.
وقال السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، إن واشنطن تدعم بالكامل جهود الممثل الخاص بيثالي للتوسط في العملية السياسية التي تقودها ليبيا، وفق قوله.
من جانبها علقت وزارة الخارجية الألمانية على هذا القرار بأنها تدعم بشكل كامل الدور المحوري للأمم المتحدة في تعزيز حل للمأزق السياسي الحالي، وتمهيد الطريق للانتخابات، حسب تغريدة على تويتر.
فيما أبدى المبعوث الخاص لوزير الخارجية الإيطالي إلى ليبيا نيكولا نورلاندو رغبته في العمل بشكل وثيق مع بيثالي والبعثة؛ لدعم الليبيين، وتحقيق الوحدة والسلام والاستقرار من خلال الانتخابات الوطنية في أسرع وقت ممكن.
ودعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون كل الأطراف في ليبيا إلى التعاون الكامل مع المبعوث الأممي بيثالي، المبعوث الأفريقي الأول، والاستفادة من هذا التطور الإيجابي من أجل تحقيق نقلة جماعية تراعي مصالح الشعب الليبي، معربا عن استعداد بلاده للتعاون الوثيق معه في تنفيذ مهامه.
“يجب التدقيق في المشاريع”
عضو مجلس النواب صالح فحيمة ذكر أنه ما لم تتغير الظروف الأمنية في ليبيا فإن بيثالي لن يستطيع تغيير شيء في المشهد السياسي، مبينا أنه إذا استطاع أن يحسن الظروف الأمنية فسيكون قد أنجز ما عجز عنه سابقوه، حسب تعبيره.
وأضاف فحيمة، في تدوينة على فيسبوك: “علينا كليبيين أن لا نعلق آمالا كبيرة على أشخاص رؤساء البعثات الجدد، بل يجب التدقيق في مشاريعهم وخططهم للعمل في لبيبا، ومن ثَم اتخاذ الموقف الصحيح منها”.
ويظل حل الأزمة الليبية بيد الليبيين أنفسهم، من خلال الاتفاق على حل ليبي ليبي يذهب بالبلاد إلى بر الأمان، ويمهّد الطريق نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية طال انتظارها.
مناقشة حول هذا post