قال عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونيس المبروك، عبر حسابه على فيسبوك، في مقال تحت عنوان “تساؤلات مشروعة”:
(استمعت إلى كلمة لفضيلة المفتي الشيخ الدكتور الصادق الغرياني حفظه الله، في حلقة الإسلام والحياة، الأربعاء 24/08/2022 جاء فيها ما ملخصه :
أن النزاع ليس بين شخصين يتوليان الحكومة لكن النزاع بين مشروع صهيوني حفتري يريد أن يستبد بالبلاد بالقمع والظلم والقهر وينفذ رغبات الدول الأجنبية وينضم إلى الدول التي هي في حماية إسرائيل في هذا الوقت وبين مشروع آخر تترأسه حكومة وطنية تريد أن ننتهي إلى انتخابات لا لحكومة انتقالية أخرى “
ثم طرح سؤالاً : هل ترضى لنفسك أن تبقى على مسافة واحدة بين الطرفين ، ثم قال: ومعنى أنك على مسافة واحدة أي تريد أن تسوي بين الحلال والحرام ، وبين الخبيث والطيب،
ثم قال: الذين يطوفون على الناس ويدعون إلى الحياد والوقوف على مسافة واحدة إنما يريدون أن ينصروا الظالم، فلا تستمعوا إليهم).
وأضاف المبروك معلقا: “وكلمة فضيلته سجّلت سابقة جديدة في الخطاب الديني المتعلق بالشأن السياسي في ليبيا، لأنها قد تفهم على أنها فتوى شرعية تُحرّم وتُجرّم اعتزال النزاع لأي سبب كان، وتُجرّم أخذ موقف الحياد من صراع الحكومتين على السلطة !.
وسؤالي المشروع: هل هذا رأيه كمواطن ليبي ثائر حر يؤدي واجبه ويجتهد لمصلحة وطنه ويقول رأيه بحرية ؟ أم هي فتوى شرعية من مفتي الديار تفيد تأثيم كل من اختار الابتعاد عن الاصطفاف مع الحكومتين، والإفتاء بوجوب الاصطفاف وجوبا شرعيا مع حكومة الأستاذ عبد الحميد الدبيبة ضد حكومة الأستاذ فتحي باشاغا ؟”.
وتابع: “إن كانت فتوى شرعية فنلتمس من سماحته تفصيلاً علمياً موضوعياً وفق أصول أهل السنة في الاستنباط، وبيان الأدلة الفقهية التي استند عليها الشيخ أو مجلس البحوث لإصدار هذه الفتوى، و أدلة نطمئن إليها على أن مجرد وقوف أي مواطن ليبي على الحياد دون أن يناصر أحد المتنازعين هو آثم شرعا، وهو يسوي بين الحلال والحرام ( طبعا هذا له لوازم خطيرة) ويسوي بين الخبيث والطيب، وأنه مناصر للظالم على حد تعبير الشيخ حفظه الله !”.
واستطرد: “وإن كان ابتعاد المسلم عن النزاع المسلح وأخذ موقف الاعتزال لاعتبارات ما هو موقف مُحرم ومُجرَّم شرعاً، فكيف نفسر مواقف بعض الصحابة والتابعين وكثير من العلماء والصالحين عند الفتن والاضطرابات المجتمعية والنزاع الدموي بين المسلمين ؟”.
وأشار إلى “أن هناك أسئلة كثيرة حول المضامين والخطاب والمنهج في كلمته تلك، وفضيلته مفتي عام وقد يُنسب كلامه للدين ، وقد صرح بكلامه إلى عامة الناس فهو لا يتعلق بشخص أو مجموعة حتى نُسر له ونسأله على الخاص، بل يتعلق بأعز ما يملك كل الليبيين من دماء وأعراض وأموال، ولهذا وجب عليّ طرح هذه التساؤلات في موضوعية وأدب، راجيا التوضيح و الإجابة عليها قبل أن يبدي أي عالم أو طالب علم رأيه فيما قال” حسب قوله.
مناقشة حول هذا post