قلق دولي ومحلي من تصاعد التوتر في ليبيا، لاسيما العاصمة طرابلس، عقب مرور قرابة 6 أشهر من تشبث عبد الحميد الدبيبة بالسلطة، ورفضه التسليم بشكل سلمي للحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا.
الخارجية الأمريكية: نشعر بقلق بالغ
وزارة الخارجية الأمريكية أعربت عن قلقها البالغ إزاء التهديدات المتجددة بالمواجهات العنيفة في العاصمة طرابلس، داعية الأطراف كافة إلى وقف التصعيد بشكل فوري.
وقال البيان الصادر على لسان متحدث الخارجية الأمريكية نيد برايس، إن أغلب الليبيين يسعون إلى اختيار قادتهم بسلام من خلال الانتخابات، داعيا من يخاطرون بالانجراف مرة أخرى إلى العنف إلى إلقاء أسلحتهم.
وحث البيان قادة ليبيا بشكل خاص على إعادة الالتزام بتحديد أساس دستوري للانتخابات الرئاسية والبرلمانية بدون تأخير.
وأضاف: ” ستعزز الولايات المتحدة من دعواتها إلى التهدئة وإعادة الالتزام بالانتخابات خلال جلسة الإحاطة والمشاورات بشأن ليبيا في مجلس الأمن الدولي في 30 أغسطس”.
الحكومة الليبية: نمد أيدينا بالسلام
دحضا للاتهامات التي توجهها وسائل إعلام موالية للدبيبة، أصدرت الحكومة الليبية، اليوم الثلاثاء، بيانا للشعب الليبي أكدت فيه أنها تمد أيديها بالسلام، وتسعى لحقن الدماء.
وأضافت: “لا للفتنة، لا لقتال الإخوة، لا للظلم والعدوان” محذرة من يحمل السلاح ضدها بأن القانون سيلاحقه، وسيُحاكم على جريمته.
وتابع البيان: “العفو والصفح والمصالحة لكل من ينضم تحت لواء الشرعية، ويعمل تحت سلطة الدولة التي تمثلها الحكومة الليبية”.
ودعت الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا كل أبناء ليبيا إلى ألا يكونوا “جنودا للظالمين” مؤكدة أن حكومة الوحدة الوطنية انتهت صلاحيتها ومدتها وليست شرعية، وفق البيان.
المنطقة الغربية تحمل الدبيبة مسؤولية إراقة أي دم
القوى الوطنية بالمنطقة الغربية حملت، في بيان، حكومة الدبيبة مسؤولية أي دم ليبي يُراق نتيجة تمسكها غير المشروع بالسلطة، مؤكدين أن الحكومة الشرعية الوحيدة التي تملك حق ممارسة السلطة في كل مدن ليبيا هي حكومة فتحي باشاغا.
وخلال الملتقى الثاني لدعم الحكومة الليبية بالمنطقة الغربية، أعلنت مكونات المنقطة وأعضاء مجلس النواب بها دعمهم التام للحكومة الليبية بقيادة باشاغا، محملين البعثة الأممية مسؤولية الوضع الحالي في البلاد، وإطالة أمد الأزمة.
“فضلنا الخيار السلمي طيلة الأشهر الماضية”
الناطق باسم الحكومة الليبية عثمان عبد الجليل أكد أن الحكومة فضلت الحلول السلمية، وهو ما أخر تسلم مهامها 6 أشهر؛ نتيجة لاغتصاب السلطة من قبل حكومة الدبيبة، ونسفها لمبدأ التداول السلمي للسلطة.
عبد الجيل، خلال لقاء تلفزيوني، ذكر أن حضور أعضاء النواب والأعلى للدولة، وأعيان الجبل والساحل، وعديد الشخصيات لمؤتمر داعم للحكومة الليبية في مكان يبعد 15 كم عن طرابلس يدل بشكل واضح على أن سيطرة حكومة الدبيبة لا تتجاوز مركز العاصمة.
“ليبيا على وشك الانهيار”
رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا، خلال لقائه عددا من رجال الأعمال بمدينة مصراتة أكد أن الوضع السياسي في البلاد يُعد سيئا في ظل تشبث العائلة بالحكم، لافتا إلى أن الوضع المعيشي سيء جدا، والركود الاقتصادي يمس الجميع، محذرا من انهيار ليبيا كمؤسسات.
وقائع ومعطيات تفرض على الحكومة الليبية ضرورة التدخل، وتسلم مهامها من العاصمة طرابلس؛ لبدء رحلة الإصلاح على مختلف الأصعدة، وتدارك المشكلات التي سببتها حكومة الدبيبة في مفاصل الدولة، وهو ما يتطلب العمل الجاد على إنهاء وجودها غير الشرعي في السلطة، والذي أثقل كاهل المواطنين.
مناقشة حول هذا post