مصائب ليبيا جمّة، لا تفرّق بين صغير وكبير، ولكن أشدّها مرارة، وأقساها وقعا على الليبيين، تلك التي تطال أطفالهم، مخلفة وراءها آلاما أودت بحياة كثيرين منهم، وما زالت تفعل.
والأدهى والأمرّ في هذه البلاد أن مصائبها صنوف وألوان شتى تنال من أرواح أطفالها دون سابق إنذار، لتدقّ بذلك ناقوس الخطر، وترسل رسالة مفادها: لا بدّ من وقفة لهذا الوطن!
مبيد يخنق الأطفال
أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ وفاة 5 أفطال من عائلة واحدة في العاصمة طرابلس؛ اختناقا بمبيد حشري ليُوارى جثمانهم بمقبرة أبوعائشة، وتُكتب لهم نهاية حياة قصيرة.
وأفاد المستشفى الجامعي طرابلس أن استنشاق المبيد الحشري أدى إلى إصابة الأطفال باختناق شديد تسبب في وفاتهم.
عقرب تقتل طفلة تهالة
لقيت طفلة من منطقة تهالة في الجنوب حتفها بعد أن تعرضت للدغة عقرب، وهو أمر شائع في الجنوب، ولكن غير الشائع أن أهالي الطفلة طافوا بها على المراكز الصحية في الجنوب الفقير من حيث الكوادر والاستعدادات؛ لتلفظ فتاة تهالا أنفاسها قبل أن تجد طبيبا ينقذها.
يقول المركز الصحي تهالة إن الطفلة نقلت من مستشفى غات العام وهي في حالة حرجة إلى عدة مراكز صحية؛ بسبب غياب الأطباء وجاهزية أقسام العناية، لتفارق الحياة داخل مركز سبها الطبي.
مركز تهالة الصحي حذر من أن الطفلة ليست أولى الضحايا ولن تكون الأخيرة في حال لم يتم إيجاد حلول جذرية، مؤكدا ضرورة تدخل كل الجهات المحلية والدولية لتدارك الوضع الصحي المنهار في مدن ومناطق جنوب ليبيا.
قذيفة تردي طفلا في سبها
ليست العقارب وقلة الإمكانيات الطبية وحدها من تقتل الأطفال في ليبيا، بل القذائف أيضا؛ ففي مدينة سبها توفي طفل وأصيب آخران من إخوته؛ نتيجة لسقوط قذيفة آر بي جي على منزلهم.
وقال مركز سبها الطبي، إن الطفل غادر الحياة مسرعا فور وصوله إلى المركز متأثرا بإصابته البالغة، فيما يعاني أخواه من إصابات خطيرة.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن مصدر القذيفة مواطنون يحتفلون بأبنائهم الذين تخرجوا من الكلية العسكرية، وذلك عقب عودتهم إلى المدينة، ليحولوا سعادتهم إلى حزن في منزل آخر!
عقارب، مبيدات، وقذائف، تنوعت الأسباب والموت واحد.. حقبة مأساوية تشهدها ليبيا.. أطفال يُوارون التراب، لسان حالهم يقول: بأي ذنب قتلنا؟!
مناقشة حول هذا post