تشهد أزمة الخبز والدقيق تطورا كبيرا جعل منها حديث المواطن الليبي، فلم تعد برومات البوتاسيوم وحدها مصدر قلق، بل تفاقم الأمر إلى أبعد من ذلك.
فقد أعلنت إدارة المهام الخاصة إغلاق 40 مخبزا في مصراتة؛ بسبب عدم حصولها على الاشتراطات المطلوبة، إلى جانب ضبط 70 شخصا من العاملين في المخابز لعدم امتلاكهم شهادات صحية خلال تسيير دوريات تفتيش دعما للحرس البلدي في جولته على المخابز داخل البلدية.
ويُعد ما حدث في مصراتة نموذجا مصغرا؛ فقد ضبطت فرق الإصحاح البيئي بالتعاون مع جهاز الحرس البلدي العديد من المخالفات التي عدّها باحثون نذير خطر حقيقي يهدد حياة المواطنين، خاصة وأنه متعلق بالقوت الأساس على المائدة الليبية.
“ستُتخذ إجراءات صارمة ضد المخالفين”
مدير المكتب الإعلامي لمركز الرقابة على الأغذية والأدوية محمد الزيات كشف لـ أبعاد عن ضبطهم عددا من المخالفات بالمخابز، من بينها عدم حمل العمالة بها الشهادات الصحية المطلوبة، إضافة إلى المعدات غير الصالحة للاستخدام، لافتا إلى أن حملات المركز التفتيشية شملت المخابز بمختلف المدن.
وأكد الزيات، خلال حديثه، أن المخابز المخالفة للاشتراطات الصحية سيُحال أصحابها على النيابة العامة لاتخاذ إجراءاتها القانونية حيالهم.
نقابة الخبازين ترد
في حديث خاص لـ أبعاد.. حذر رئيس نقابة الخبازين أبوخريص محمد من مواجهة طرابلس مشاكل في الخبز بعد إغلاق أغلب المخابز من قبل جهاز الحرس البلدي.
وقال أبوخريص، إنهم وجهوا مذكرة للنائب العام للتحقيق في المخالفات التي شابت عمليات التفتيش على المخابز في طرابلس والتدخل في أسعار الخبز التي حددتها وزارة الاقتصاد في وقت سابق.
وتابع: “اتفقنا مع وزارة الاقتصاد على رفع المخالفات التي شابت عمليات التفتيش على المخابز، والتأكيد على تعميم التسعيرة المحددة من قبلهم لكل الأجهزة الرقابية”.
إغلاق محتمل للمخابز
رئيس اللجنة العليا لمتابعة المخابز بالنقابة علي أبو عزة كشف لـ أبعاد عن طلب أصحاب المخابز عقد اجتماع طارئ لمناقشة إمكانية كل المخابز؛ نتيجة لما وصفوه بـ “الشروط التعجيزية من قبل الإصحاح البيئي”.
وأوضح أبو عزة أن أصحاب المخابز اضطروا اليوم إلى إغلاقها بسبب التضييق عليهم من قبل الجهات الأمنية والرقابية، لافتا إلى أن معظم العمالة الأجنبية تركت العمل؛ خوفا من الاحتجاز والقبض على الرغم من استكمال إجراءاتهم القانونية للعمل.
كلمة فصل
وبين إجراءات الجهات الرقابية والضبطية وتظلم أصحاب المخابز، يظل المواطن في حيرة من أمره بين الإقبال على شراء الخبز الذي يمثل الغذاء الأساس في ليبيا وبين العزوف عنه، فضلا عن حقيقة ما يحويه الخبز والدقيق، وهل كان المواطن يشتري كل يوم خبزا محلي الصنع أم أنه طيلة المدة الماضية كان يتغذى بمواد مسرطنة؟!
مناقشة حول هذا post