مرة أخرى يكشف موقع أفريكا إنتيلجينس الفرنسي محاولات عبد الحميد الدبيبة عقد صفقة جديدة مع خليفة حفتر برعاية إماراتية بعد نجاح صفقة النفط لضمان الاستمرار في السلطة أطول مدة ممكنة وإزاحة خصمه باشاغا.
تفاصيل دقيقة بالأسماء يوضحها الموقع الاستخباراتي الفرنسي قد تصعّب على أنصار الدبيبة مهمة نفي طرحه عرضا جديدا لحفتر، أخرجت عادل جمعة وزير الدولة بحكومة الدبيبة لتأكيد أنه لم يتواصل مع الإماراتيين أو مقربين من حفتر دون أن ينفي الاجتماع بين صهر الدبيبة وصدام حفتر في دبي بعد صفقة النفط.
عادل جمعة ينفي جملة وتفصيلا!
فقد نفى جمعة لقناة الأحرار وجود محادثات سرية في دبي لتمكين حفتر من وزارات في حكومة الدبيبة، مضيفا أنه لم يلتق أي مسؤول إماراتي أو أي شخص من طرف حفتر ولا يوجد أي تواصل مع أي أحد.
نفي يبدو محط شكوك كثيرة، لاسيما وأن فتح النفط لا يمكن أن يتم دون ضوء أخضر من الشرق، قادما من حفتر، الذي سمح أيضا بنزول بن قدارة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط المكلف من الدبيبة في مدينة بنغازي لإعلان استئناف إنتاج وتصدير النفط.
خطط الدبيبة للبقاء
موقع أفريكا إنتيلجينس ذكر تسلسلا منطقيا لمحاولة الدبيبة الاستمرار في السلطة عبر عقد اتفاق مع حفتر، مبينا أن أولى تحركات الدبيبة نحو بناء هذا الاتفاق بدأ بمساعيه لمنع وجود حكومة باشاغا في شرق وجنوب ليبيا عن طريق إتمام أولى الصفقات بتعيين فرحات بن قدارة رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة النفط، وهو الرجل المقرب من حفتر، وذلك بعد اجتماع رعته أبوظبي بين إبراهيم الدبيبة وصدام نجل خليفة حفتر.
ويؤكد هذه المعلومات حديث رئيس الهيئة البرقاوية عبد الحميد الكزة، الذي قال، خلال مقابلة تلفزيونية، إن عائلتي الدبيبة وحفتر تواصلتا في الإمارات، لافتا إلى أن تغيير مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط كانت البداية، ويتبعها تغييرات في الدفاع والمالية.
وحول نفي الدبيبة وجود أي صفقات سياسية، أوضح الكزة أن النفي جاء نتيجة لرفض الشارع الطرابلسي والمصراتي لهذا الأمر، وهو ما يخشاه الدبيبة، مستدلا على وجود صفقة بذهاب فرحات بن قدارة إلى بنغازي، وعبد الرازق الناظوري إلى طرابلس في ذات الوقت.
تعديلات وزارية واسعة
ثاني الورقات التي أدلى بها الدبيبة، وفق أفريكا إنتيلجينس، هي الحقائب الوزارية، فقد أفاد الموقع أن جولة جديدة دارت في دبي في الفترة من 20 وحتى 23 من يوليو الجاري برعاية المخابرات الإماراتية بين أحمد الشركسي ممثلا عن الدبيبة، وصدام حفتر.
وتناولت هذه الجولة إمكانية عقد صفقة لضمان استمرار الدبيبة في السلطة مقابل منح معسكر حفتر تعيين وزراء المالية، التخطيط، الدفاع، وربما الخارجية، إلى جانب نائبي رئيس الوزراء عن الجنوب والشرق، ما يعني أن معظم الحقائب الوزارية المهمة ستكون تحت سيطرة حفتر بشكل يفوق بكثير ما حدث داخل الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا.
حفتر والأزمة المالية
وفسّر الموقع الاستخباراتي الفرنسي عرض الدبيبة منح وزارتي المالية والتخطيط لحفتر بالحاجة المالية الملحة للأخير، الذي يبحث عن طريقة لسداد مليارات الدنانير المقترضة من البنوك في شرق البلاد، فضلا عن فواتير مرتزقة فاغنر الروسية التي تجري عمليات عسكرية في ليبيا لصالح حفتر منذ عام 2019، وفقا للموقع.
الموقع أوضح أن المفاوضات الحالية لم تؤد إلى اتفاق ملموس في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنها -على الأقل- ذكّرت الدبيبة بمدى مقدرة المعسكر الشرقي على التسبب بمشاكل في قلب العاصمة الليبية طرابلس.
ولفت الموقع، في ذات السياق، إلى أنه، وأثناء انعقاد هذه المفاوضات في دبي، شن جهاز الردع هجوما على القوة التي يقودها أيوب بوراس المتحالفة مع الدبيبة، واقتحم مقرها في منطقة زاوية الدهماني وسط طرابلس، وهو ما قوّض وعود الدبيبة بالحفاظ على السلام في المدينة.
مخاوف وهواجس كبرى لدى داعمي الدبيبة من انكشاف تفاصيل الصفقة أكثر وأكثر، ما سيؤدي إلى ردة فعل غاضبة من قبل بعض قادة الكتائب المسلحة التي كانت ترفض التعامل مع حفتر في وقت سابق، لكنها في ذات الوقت حضر قادتها اجتماعات سرية في جنيف والمغرب ومصر للقاء صدام حفتر، إلى جانب أن انكشاف هذه الصفقة الجديدة تجعل الدبيبة يفقد التأييد الشعبي الذي كان يتغنّى به سابقا.
كما أن هذا الأمر يتناقض مع تصريحاته التي يدلي بها لوسائل الإعلام بشأن عدم وجود أي صفقات سياسية، الأمر الذي يُعد “تدليسا” على الرأي العام؛ خلافا لرئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا الذي صافح حفتر في وضح النهار، وأوضح أن مصالح البلاد “أكبر من الجميع”.