نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية مقال رأي تحت عنوان “ليبيا دوّامةُ الفوضى والعنف وغياب الحلول” أكدت فيه أن الحلول التي تحاول الأمم المتحدة تقديمها في ليبيا فشلت لأسباب متعددة.
وقال كاتب المقال جمعة بوكليب “الحلول غير الجادة أو بالأحرى التلفيقية التي تحاول الأمم المتحدة منذ أعوام تقديمها للوصول بالصراع في ليبيا إلى تسوية سياسية تتيح فرصة لوجود استقرار يهيئ المجتمع لمرحلة جديدة وميثاق اجتماعي جديد قائم على التوافق، أثبتت فشلها”.
وأكد المقال أن كل الوصفات الدوائية المقدمة اتسمت بكونها مؤقتة، هدفها تسكين الألم مؤقتاً، وليس السعي لمعرفة الداء أو استئصال المرض آخرها اتفاق جنيف الذي أوصل البلاد إلى طريق مسدود، وتفاقم من حدّة التوتر السياسي والعسكري الذي يخيّم حالياً.
أسباب الفشل الأممي
وعدد كاتب المقال أسبابا عديدة وراء تعثر الحل الأممي منذ سنوات من بينها الفراغ السياسي والانقسام والتحارب الذي أدى إلى تحويل أراضي البلاد إلى ملاجئ آمنة لحركات متطرفة واستقطاب عصابات الجريمة المنظمة لغياب الأمن.
وأفاد المقال بأن وجود بيئة ملائمة مفتوحة على قارتين في ليبيا يتوفر بها مستودع بشري هائل لتجنيد الكوادر وضعف وجود أي جهة رقابية أو أجهزة أمنية تؤدي مهامها المنوطة بها لعجزها عن مصارعة الجماعات المسلحة المتنافسة على السلطة والثروة والنفوذ وارتباط أغلبها بتلك العصابات فضلا عن أنه في خضم الفوضى السائدة يقع على عاتق المواطن العادي تحمل أعباء المعاناة يوماً بيوم.
وأضاف المقال “يحدث كل ذلك أمام أنظار دول العالم التي تكتفي بدور المتفرج أو تتحول إلى ناصح قلق ومن بعيد ولا تتحرك فعلياً بالتدخل إلا في الحالات ذات الصلة بأمنها القومي مثل تدخل قوات أفريكوم الأميركية عسكريا بضرب مواقع للمتطرفين الإرهابيين أو اغتيال قياداتهم وبمجرد انتهاء المهمة، تعود إلى قواعدها والادعاء برغبة تلك الأطراف الدولية في ترك الأمر لليبيين، وعدم التدخل في شؤونهم هو حق أريد به باطل”.
وتساءل الكاتب قائلا : منذ متى كانت الدول والمجتمعات الصغيرة تترك وحدها في إدارة شؤونها بنفسها من دون تدخل خارجي مباشر أو غير مباشر؟
وأوضح الكاتب أن إمكانية وصول الليبيين بأنفسهم إلى حل للأزمة ممكنة نظرياً لكن عملياً يتطلب ضرورة رفع القوى الأجنبية المتورطة في الصراع الليبي أياديها، وهذا يعد واقعياً وفعلياً غير ممكن من دون ضغوط دولية، مما يعني حرفياً استمرار دوامة العنف والفوضى.