أكد رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا أن حكومته غير راضية عن إغلاق المنشآت النفطية ولكن هناك أسباب لذلك يجب معالجتها نهائيا حتى لا يتكرر هذا الإغلاق مجددا مشيرا إلى أن الظروف الآن مواتية للمصالحة.
إغلاق النفط
باشاغا خلال لقاء خاص جمعه مع عدد من الصحفيين في مدينة إسطنبول التركية السبت أوضح أن من اتخذ خطوة إغلاق النفط هم سكان ليبيون يعانون من الظلم منذ سنوات طويلة جراء عدم التوزيع العادل للثروة وغياب التنمية مشيرا إلى أن تصرف حكومة الدبيبة في الأموال بطرق غير مشروعة ومنحها لبعض الجهات والتصرف في رزق الليبيين كان سببا في إغلاق منشآت النفط.
وأضاف باشاغا في هذا الشأن أنه ذهب إلى أهالي مناطق الهلال النفطي للاستماع إلى مطالب المحتجين الذين لا يرغبون في تحكم مجموعة في أموال الليبيين ويريدون الحصول على حقوقهم وسنعمل على تلبيتها فور اعتماد الميزانية العامة.
كما تحدث باشاغا عن جولته الأخيرة في عدد من المدن حيث أكد أنه لا يمكن الاستمرار في تجاهل الأوضاع الصعبة للمواطنين الذين يحتاجون إلى العلاج والخدمات والتنمية ويستحقون بُنية تحتية تليق بالشعب الليبي.
اختيار الحكومة كان بشفافية وتوافق ليبي
وإجابة عن آلية اختيار الحكومة وتشكيلها قال باشاغا إن التصويت على الحكومة الليبية تم بشكل نزيه وشفاف ولأول مرة يحدث توافق ليبي ليبي بين مجلسي النواب والدولة وأن هذه الحكومة جاءت لبناء دولة واتخاذ قرارات والبعض لا يريد إقامة الدولة للاستمرار في النهب والفساد وتجويع الليبيين ونحن بدون حكومة قوية لا نستطيع فعل شيء.
وبين باشاغا أنهم جلسوا مع الجميع داخليا وخارجيا في إطار مشاورات الحكومة مع مختلف الأطراف التي تحتاج إلى إعادة الثقة فيما بينها من أجل مصلحة ليبيا بعض المعارضين للحكومة يريدون أكثر من وزارة بالحكومة وهذا ليس منطقيا ولا يمكن لأحد إرغامنا على شيء.
التنمية أساس البرنامج الحكومي
كما استعرض رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا خلال اللقاء بعض برامج حكومته حيث أوضح أن الحكومة ستقدم الميزانية العامة قريبا إلى مجلس النواب لاعتمادها وستتضمن ترشيدا في الإنفاق الحكومي في مقابل زيادة في باب التنمية موضحا أن لديهم رؤية متكاملة لدعم جميع البلديات واتخاذ خطوات ملموسة للتنمية وفق آلية شفافة وواضحة تضعها وزارة الحكم المحلي
وكشف باشاغا أن حكومته ستخصص مبلغا لصندوق دعم الزواج اهتماما منها بالشباب لكنها ستنتهج نهجا مختلفا عن طريقة صرف حكومة الدبيبة التي وضعت آلية خاطئة يشوبها الفساد المالي فضلا على أن القيمة المالية لم تصل إلى مستحقيها حسب وصفه.
تهميش الجنوب
وفيما يتعلق بالجنوب الذي يعتبر أقل المناطق تنمية بين باشاغا أنهم يولون اهتماما خاصا بالجنوب حيث تم تخصيص ميزانية جيدة لتنمية مناطق الجنوب والمناطق النائية وإعادة إعمارها معرجا إلى قضية حماية الحدود الجنوبية حيث أوضح باشاغا أن الأمر يحتاج إلى جيش موحد لحماية تلك الحدود والتعاون مع الدول الكبرى التي تمتلك تقنيات للمراقبة ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية والجريمة المنظمة.
ملف المصالحة
في ملف المصالحة أكد باشاغا أنه لن يكون هناك أمن كامل أو إعادة إعمار بدون مصالحة وطنية والذي كان سبب ذهابه إلى بنغازي حيث كان هدفه الرئيس هو المصالحة التي ستنعكس في توجهات الحكومة وستتبنى هذا الملف معتبرا أن الظروف الآن مواتية ولكن تحتاج إلى خطوات شجاعة وبعض الدعم الحكومي لجبر الضرر وإصلاح المناطق المهدمة والتنمية وإطلاق سراح المساجين مشيرا في هذا السياق إلى ضرورة عودة النازحين من أنصار النظام السابق إذا رغب الليبيون مجتمعا قويا قادرا على التنمية والتصالح والتآلف حفاظا على وحدة البلاد.
الخطاب الإعلامي
وفي ملف الإعلام قال باشاغا إن الإعلام يلعب دورا مهما في ليبيا ويجب أن يؤدي الصحفي دوره بكل أمانة لنقل الحقيقة لليبيين وترسل المؤسسات الإعلامية رسائل إيجابية من أجل توحيد الليبيين مؤكدا أن استعدادهم للتعاون مع جميع المؤسسات الإعلامية دون استثناء.