مضى نحو شهر على الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا بتكليف من مجلس النواب في ظل تأرجح الموقف الدولي تجاه حسم الاعتراف بالحكومة الجديدة بالتزامن مع ضغط روسي لتعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة إلى ليبيا.
وتحاول المستشارة الأممية بشأن ليبيا ستيفاني وليامز إقناع الأطراف الليبية بمبادرتها لإجراء الانتخابات في موعد جديد بالاتفاق بين مجلسي النواب والدولة على الرغم من اتفاق لجنتي المجلسين على التعديل الدستوري الـ 12 لخارطة طريق جديدة، في ظل خطوات منفردة أخرى من الدبيبة لإجراء الانتخابات في يونيو القادم وهي خطوة يعتبرها محللون كسبا للوقت واللعب على مشاعر الناخبين.
ضبابية الموقف الدولي
ويرى سياسيون أن الحياد التي تبديه الأمم المتحدة والأسرة الدولية تجاه وجود حكومتين في ليبيا قد يرسل إشارة واضحة إلى أن هناك رغبة في ترك الملف الليبي معلقا لدى وليامز إلى حين الوصول إلى حل يخرجها منتصرة مرة أخرى قبل تعيين الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثا جديدا إلى ليبيا.
ويعتقد آخرون أن الملف الليبي لا يشهد توافقا حول إجراء الانتخابات في موعد محدد متفق عليه بين مجلسي النواب والدولة أو حتى من المجلس الرئاسي الذي أعلن دعمه مبادرة ستيفاني وليامز لإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن وانتهاء المراحل الانتقالية وصولا إلى الاستقرار السياسي.
ومر نحو ثلاثة أشهر على انتهاء مهمة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وفق قرار مجلس النواب من دون أن يعلن لها المجتمع الدولي التمديد لفترة جديدة أو يعترف بفقدان صلاحيتها التنفيذية، خاصة مع اقتراب شهر يونيو الذي يعد موعدا لانتهاء ولاية حكومة الدبيبة وفق خارطة الطريق.
ضغط روسي
من جهتها قالت مجلة “أراب ويكلي” إن الضغط الذي تمارسه روسيا لتعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة إلى ليبيا لخلافة السلوفاكي يان كوبيش يشير إلى بدء العد التنازلي لانتهاء مهمة المستشارة الأممية بشأن ليبيا ستيفاني وليامز.
وأضافت الصحيفة ” وليامز التي كانت تتصرف منذ نوفمبر الماضي كمبعوثة للأمم المتحدة إلى ليبيا بحكم الأمر الواقع ، لم تحقق أي إنجازات ملحوظة منذ عودتها إلى الساحة الليبية بصفتها الجديدة في نوفمبر الماضي على الرغم من إصرارها على أهمية الانتخابات لإنهاء الأزمة الليبية المستمرة”.
وترى المجلة أن وليامز لم تكن قادرة على ضمان إجراء الانتخابات في موعدها المحدد في 24 ديسمبر، وعليه فقد خيبت آمال معظم أصحاب المصلحة في ليبيا الذين اعتمدوا على قدرتها على الضغط على مختلف الفاعلين في ليبيا لتقديم التنازلات المطلوبة، باستخدام معرفتها بالأطراف الفاعلة وتقديمها نتائج على أرض الواقع.
وأشارت المجلة إلى أن الآمال الكبيرة تنبع من تجربتها الطويلة كقائمة أعمال أمريكية في طرابلس، ثم نائبة لمبعوث الأمم المتحدة السابق غسان سلامة، حتى أن بعض الليبيين ألقوا باللوم عليها في الفشل الانتخابي على الرغم من أن أسباب هذا المأزق أكثر تعقيدًا.
وأوضحت “أراب ويكلي” أن وليامز لم تتمكن من منع ظهور انقسام سياسي جديد في البلاد بعد التصويت لصالح حكومة باشاغا، وزادت المبادرات الانتخابية والدستورية الأخيرة، التي أطلقتها عند منح البرلمان الثقة لحكومة باشاغا، حالة من الارتباك، إذ لم تحظ مقترحاتها باهتمام كاف بين اللاعبين السياسيين لا سيما في المنطقة الشرقية.
ومن المتوقع أن يمدد مجلس الأمن مهمة الأمم المتحدة السياسية في ليبيا بنهاية أبريل المقبل، وهو الموعد النهائي الذي يتزامن مع انتهاء ولاية ستيفاني وليامز، التي يمكن نظريا تمديدها، لكن نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، شدد على ضرورة تعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة “في أقرب وقت ممكن”.