أزمة الدقيق.. حكومة غائبة ومخاوف من الجوع
تشهد أسعار الدقيق في ليبيا منذ بداية العام ارتفاعا قياسيا زاد من وطأته الأزمة الأوكرانية وتضرر سلاسل الإمداد العالمية للحبوب القادمة من أوكرانيا وروسيا المصدر الرئيس لواردات ليبيا من القمح ليقفز سعر قنطار الطحين من 200 دينار إلى 290 للقنطار. في أزمة متصاعدة مرتبطة بالأزمة العسكرية بين أوكرانيا وروسيا حيث تعتبر الدولة الأوكرانية
أزمة جوع في الأفق
المتحدث باسم النقابة العامة للمخابز على مستوى ليبيا “على أبوعزة” وصف في تصريحات له لأبعاد الوضع بأسوأ فترة اقتصادية تمر على البلاد حسب قوله، مضيفا أن الدولة لا تملك مخزونا استراتيجيا من الدقيق الذي أصبح سعره بيد التجار الذين يتحكمون في الأسواق ويبيعونه بالتسعيرة التي يريدونها.
وعن الأسعار.. أوضح “أبوعزة” أن الأسعار لا تزال في ارتفاع مستمر دون رقابة ولا تدخل من السلطات الاقتصادية مطالبا الحكومة بوضع تسعيرة ثابتة للخبز والسلع الغذائية ومراقبتها موضحا أن أسعار الزيوت التي تدخل في صناعة الخبيز هي أيضا تصاعدت أسعارها بمقدار 50 دينارا فوق أسعارها السابقة خلال أسبوع واحد.
وزارة الاقتصاد في مواجهة نقابة الخبازين
منذ بدء العام تضاربت التصريحات والمعلومات بين وزارة الاقتصاد ونقابة الخبازين حول وضعية ليبيا ومخزوناتها من الدقيق وتوفرها في السوق فقد صرح وزير الاقتصاد في حكومة “الدبيبة” محمد الحويج بعدم وجود أزمة دقيق في السوق موضحا أن مخزونات البلاد من القمح تكفي لأكثر من عام متهما التجار بالمضاربة في السوق على عكس ما تؤكده نقابة الخبازين بأن المطاحن توقفت عن إمداد السوق بالدقيق مؤكدة أن الأسعار لا تزال في ارتفاع مستمر.
في السياق قال مدير الإدارة التجارية في وزارة الاقتصاد مصطفى قدارة إن الوزارة بصدد التعاقد لتوريد 150 طنا من الدقيق وهي كمية تكفي لفترة 3 أشهر.
قدارة كشف لأبعاد تشكيل مجلس الوزراء لجنة طوارئ لتوفير السلع الأساسية والمحافظة على استقرار السوق مشيرا إلى أن الارتفاع في سعر السلع هو ارتفاع عالمي وليس في ليبيا فقط، في ظل استيراد ليبيا ما نسبته 60% من احتياجاتها من القمح من روسيا وأوكرانيا.
أزمة وحدت الليبيين
وقع الأزمة في المناطق يشتد بالأخص مع تأخر الحلول وارتفاع الأسعار وقد سجلت بعض المناطق ارتفاع سعر قنطار الدقيق إلى 300 دينار، فقد أوضح رئيس نقابة المخابز في الجبل الغربي “عصام جلول” لموقع أبعاد أن أغلب المخابز قد تم قفلها في المنطقة، وأن المخابز التي تعمل ستغلق أيضا بمجرد انتهاء مخزون الدقيق لديها، وسط اعتراض المواطنين على شراء رغيف الخبز بالسعر الجديد.
أما شرقا وفي مدينة بنغازي فقد أوضح رئيس نقابة الخبازين في بنغازي “محمود العريبي” لموقع أبعاد بأن أسعار الدقيق ارتفعت خلال أسبوعين إلى 290 دينارا للقنطار الواحد بعد أن كان بقيمة 210 دينار، متهما وزارة الاقتصاد بأنها غير قادرة على تحديد أسعار الدقيق والخبز، موضحا أن ذلك أثر على سعر الخبز الذي أصبح 3 أرغفة بدينار واحد.
جنوبا الوضع لا يختلف فقد أوضح رئيس نقابة المخابز في الجنوب “ناجي الصغير” لموقع أبعاد أن الدقيق غير متوفر في الجنوب، وقد تسبب ذلك في ارتفاع سعر القنطار الواحد إلى 300 دينار فيما بات سعر الخبز 3 أرغفة بدينار واحد، محذرا من كارثة في المنطقة بسبب استمرار شح الدقيق وعجز المواطن عن توفير حاجته من الخبز.
وفي ظل استمرار الأزمة الدولية وغياب الحلول الحكومية ورقابتها على السوق هل تستمر عمليات استيراد القمح ويتم إيجاد حلول لتوقف طحن الدقيق وتوفيره للسوق في جميع المناطق الليبية وإيجاد السبل للرقابة، أم أن ليبيا مقبلة على ما لا يحمد عقباه
مناقشة حول هذا post