قال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني إن ليبيا تمر بمرحلة حرجة وان شبح الانقسام السياسي يخيم على الليبيين من جديد.
السني في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن الخاصة بليبيا الأربعاء، أكد أنه ليس أمام الليبيين إلا العمل معا حتى لا نعود إلى الانقسام من جديد، مشددا على ضرورة تركيز كافة الجهود والمبادرات على نزع فتيل أي اقتتال محتمل والعمل على إنجاز الاستحقاق الانتخابي في أقرب وقت ممكن.
ودعا السني في كلمته كل الجهات الدولية والمجتمع الدولي إلى دعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات للتجهيز لأي استحقاق قادم وهذا يعكس جدية المجتمع الدولي لإجراء الانتخابات، موضحا أن المشكلة في ليبيا ليست قانونية فقط بل هي مشكلة سياسية ومجتمعية متراكمة منذ سنوات.
دعم أمريكي لستيفاني
من جانبه قال ممثل الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن جيفري ديلورينتيس إن بلاده تشعر بالقلق من سعي أطراف كثيرة للسيطرة على الحكومة مما يؤثر على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مشيرا إلى أن الانتخابات الحرة النزيهة هي المسار الوحيد للاستقرار.
وأكد الممثل دعم الولايات المتحدة لجهود المستشارة الأممية بشأن ليبيا ستيفاني وليامز لتشجيع الحوار بين الجهات السياسية في أقرب وقت ممكن على أساس دستوري لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، مشيرة إلى أنها تشجع وتساعد ماديا جهود البعثة لدعم مفوضية الانتخابات.
وعبر الممثل عن قلق الولايات المتحدة إزاء إغلاق المجال الجوي أمام الرحلات الداخلية داعيا إلى استئناف الرحلات فورا لتجنب الانقسام، مطالبة كل الأطراف إلى الابتعاد عن العنف ونزع فتيل التوتر الحالي مذكرا كل من يعرقل العملية الانتقالية السياسية بأن هذه الأفعال قد تستدعي من المجلس أن يفرض العقوبات.
وحث الممثل مجلسي النواب والدولة على في المشاركة في الحوار بتيسير من الأمم المتحدة، داعيا كل الأطراف الليبية والخارجية إلى الامتناع عن تسييس المؤسسات الليبية والتدخل فيها ومرحبا بالتقدم في توحيد مصرف ليبيا المركزي.
من جانبه شدد ممثل المملكة المتحدة لدى مجلس الأمن ماثيو رايكروفت على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة التي تدعو إلى التهدئة، داعيا جميع الأطراف الليبية إلى حماية استقلال البلاد وحماية مؤسسات الدولة
تأكيد روسي على تعيين مبعوث أممي
وأبدى ممثل روسيا لدى مجلس الأمن دميتري بوليانسكي احترام روسيا رغبة الليبيين في حل مشاكلهم الداخلية وحدهم بدون تدخل أجنبي.
وأشار الممثل الروسي في كلمته إلى أن تأجيل الانتخابات أمر مقلق وهذا قد يؤدي إلى عودة أعمال العنف في ظل وجود حكومتين، مشددا على ضرورة الإسراع في تعيين مبعوث أممي خاص إلى ليبيا.
وتابع الممثل الروسي ” لا نرى تقدما حقيقيا في الشق العسكري ولجنة 5+5 تعمل ولكن لم تتخذ تدابير ملموسة لوقف التصعيد العسكري المباشر، ويجب إيجاد آلية لانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة الموجودين في ليبيا بشكل تدريجي.
قلق فرنسي من اللجوء إلى القوة
وقال المندوب فرنسا لدى مجلس الأمن فرنسوا ديلاتر إن الأولوية اليوم في ليبيا هي الحفاظ على الاستقرار ووحدة البلاد واحترام وقف إطلاق النار وتجنب الانقسام.
وأشار إلى أن فرنسا تشعر بالقلق إزاء اللجوء إلى القوة والترهيب والقيود المفروضة على الحركة التي كثرت في الأسابيع الأخيرة ونذكر بأهمية الحفاظ على حرية الحركة عبر أراضي ليبيا بما في ذلك المجال الجوي.
وأضاف المندوب أن كل فرد أو كيان يهدد الاستقرار والأمن أو يعرقل الانتقال من الممكن أن يخضع لعقوبات مجلس الأمن، وأنه لا يوجد حل للأزمة السياسية الحالية إلا من خلال الحوار بين الليبيين والقادة السياسيين.
كما طالب المندوب بتنفيذ عملية لإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من خلال الليبيين أنفسهم، مشددا على أهمية الحفاظ على استقلال المؤسسة الوطنية للنفط وتوزيع عائداتها بشكل عادل وشفاف.
الصين قلقة من عودة النزاع
مندوب الصين لدى مجلس الأمن، أكد أن هناك خلافات تعززت بين الأطراف وأن هناك غموضا في العملية السياسية وهو وضع مثير للقلق.
وبين المندوب الصيني أن الحفاظ على مساعي السلام ووقف إطلاق النار تحقق بشق الأنفس ولكن عودة النزاع تهدد مكاسب السلام، ونأمل أن تواصل الأطراف سعيها نحو التسوية السياسية وتجنب أي تدابير تعقد الوضع.
داعيا البعثة الأممية إلى مواصلة العمل مع اللجنة العسكرية المشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار، وبحث آلية لانسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة بدون تأخير بشكل تدريجي ومنظم.