استمرار تدفق الوقود عبر بوابة “عين كازيط”
لا تزال مليشيا الدعم السريع تتحصل على الوقود من ليبيا عبر بوابة “عين كازيط”، وهي نقطة حدودية رئيسية غير رسمية تقع في أقصى جنوب شرق ليبيا، بحسب مصادر لـ”العربي الجديد”، وتشير المصادر إلى وجود طريقة أخرى لتهريب الوقود عبر قوات خليفة حفتر انطلاقًا من الهلال النفطي الليبي، حيث تُرسل الشحنات إلى منطقة الجوف.
رغم الحرب.. وفرة الوقود شمال دارفور
تفيد معلومات حصلت عليها “العربي الجديد” من مصادر بولاية شمال دارفور بوجود وفرة في الوقود، خصوصًا البنزين والديزل، حيث تصل معظم الشحنات عبر التهريب من ليبيا، وتباع للمواطنين من قبل مليشيا الدعم السريع بأسعار مرتفعة، وتؤكد المصادر أن هذه الإمدادات المهربة ساعدت في تحركات قوات الدعم السريع وتنفيذ عملياتها التكتيكية داخل إقليم دارفور.
تقرير “ذا سنتري”: حفتر المزوّد الرئيسي للوقود
كشف تقرير للمنظمة الأميركية “ذا سنتري” أن قوات حفتر تزوّد قوات الدعم السريع السودانية بالوقود مقابل “الدعم الحاسم” الذي تقدمه له الإمارات منذ عام 2014، وأفاد التقرير، الصادر تحت عنوان “تنامي تهريب الوقود في ليبيا”، بأن معسكر حفتر يعدّ منذ بداية الحرب المزوّد الرئيسي للوقود لقوات الدعم السريع، موضحا أن إمدادات البنزين والديزل، التي تأتي في الغالب من عمليات تهريب غير قانونية، ساعدت في تحركات قوات الدعم السريع التكتيكية وعملياتها في دارفور التي تسيطر عليها منذ سقوط مدينة الفاشر في أواخر أكتوبر.
مليط… الميناء البري لتهريب السلع والوقود
يقول مراقبون لـ”العربي الجديد” إن مدينة مليط الواقعة شمال الفاشر بنحو 60 كيلومترًا تعتبر الميناء البري الرئيسي الذي يربط دارفور بليبيا، وتحولت التجارة إلى المدينة بشكل كبير، وأصبحت تشتهر بتجارة الوقود والدواء والسلع الغذائية، ما منحها أهمية إستراتيجية واقتصادية كبيرة في ولاية شمال دارفور.
طريق الكفرة–مليط… شريان اقتصادي متقلب
يؤكد المختص في شؤون دارفور إسماعيل إبراهيم أن التجارة الحدودية بين السودان وليبيا تعتمد بشكل رئيسي على الطريق الرابط بين الكفرة ومليط، والذي أسهم في تبادل السلع وعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين عبر الطرق الصحراوية. ويصف إبراهيم هذا الطريق بأنه شريان حياة للمجتمعات على جانبي الحدود، رغم تأثير عدم الاستقرار السياسي والمخاوف الأمنية والصراعات المتكررة على حركة التجارة.
وأشار إلى أن حركة الشاحنات لم تتوقف طوال الحرب إلا بعد استيلاء مليشيا الدعم السريع على منطقة مليط، مما أدى إلى توقف الحركة في طريق الدبة – مليط وطريق الكفرة – مليط في أبريل 2024، وتسبب في ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية.
سيطرة الدعم السريع على تجارة الوقود
بعد سيطرتها على مدينة مليط، فرضت قوات الدعم السريع يدها على كل كميات الوقود القادمة من ليبيا وتشاد، لتزويد عرباتها المقاتلة من جهة، والسيطرة على السوق من جهة أخرى، بما يضمن غياب المنافسين.
شبكات حفتر وتهريب الوقود منذ عام 2022
ووفقًا لتقرير صادر عن المبادرة الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، فإن قوات حفتر تهرب منذ عام 2022 الوقود إلى الحدود الجنوبية لليبيا تحت حماية كتيبة سبل السلام الموالية له، والتي تتولى توصيل الوقود عبر الكفرة إلى قوات الدعم السريع، التي تستفيد بدورها من توزيعه داخل السودان.




مناقشة حول هذا post