تأخر وصول الكتب يشعل غضب المراقبات والمعلمين
بعد مرور نحو شهرين على انطلاق العام الدراسي 2025–2026، اشتكت العديد من مراقبات التعليم في مختلف المدن الليبية من تأخر وصول الكتاب المدرسي إلى المدارس، مما أدى إلى صعوبات في تقديم الدروس للطلاب، رغم تعهد وزارة التربية والتعليم بتوفيره في الموعد المحدد.
تعاقد ضخم
تداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن وزير التعليم بالحكومة في طرابلس رضا العابد أبرم عقداً مع شركة البشير للطباعة والنشر، التي تأسست حديثاً برأس مال لا يتجاوز 30 ألف دينار ليبي، لتتولى مهمة توريد وطباعة الكتب المدرسية بقيمة 129 مليون دينار، هي الخطوة التي أثارت جدلاً واسعاً حول معايير التعاقد وشفافية الإجراءات، خصوصاً أن الشركة لم يمضِ على تأسيسها سوى شهر واحد قبل توقيع العقد.
ديوان المحاسبة يفرض رقابة مسبقة
في ظل الجدل المتصاعد، أصدر ديوان المحاسبة بياناً أعلن فيه إخضاع كافة المعاملات المالية الخاصة بطباعة وتوريد الكتاب المدرسي والتقني للعام الدراسي 2025–2026 للرقابة المصاحبة.
وأكد البيان أن القرار جاء قبل رصد المخالفات، وذلك لضمان الشفافية والكفاءة في الإنفاق العام، مشيراً إلى أن الديوان لاحظ لاحقاً تعثر وتأخر عمليات التوريد رغم الإجراءات الوقائية المتخذة.
المصرف المركزي يدخل على خط الأزمة
وجّه مصرف ليبيا المركزي خطاباً إلى مصرف الجمهورية باستثناء شركة البشير للطباعة والنشر والدعاية والإعلان من السقف المحدد للاعتمادات المستندية، ووافق على رفع سقف الاعتمادات بقيمة 23.5 مليون دولار لتغطية تكلفة الكتب المدرسية، بشرط الحصول على موافقة الجهات الرقابية المختصة والالتزام باستخدام النقد الأجنبي وفق الضوابط القانونية.
مجموعة “البشير قداد”.. ملتزمون بالشفافية والاستثمار في التعليم
في بيان رسمي، أكدت مجموعة البشير قداد القابضة التزامها الكامل بإكمال مشروع طباعة وتوريد الكتب المدرسية للعامين 2025–2026، مشددة على تعاونها مع الجهات الرقابية والإعلامية في إطار من الشفافية والمصداقية.
كما أوضحت أن تأسيس شركة البشير للطباعة جاء كفرع من المجموعة لتنفيذ المشروع التعليمي، معلنة احتفاظها بحقها القانوني في مقاضاة أي جهة تروج لمعلومات مضللة تمس سمعته
النيابة العامة.. أمر بحبس علي العابد بسبب مخالفات “الكتاب المدرسي”
أمرت النيابة العامة بحبس وزير التربية والتعليم المكلف علي العابد ومدير عام مركز المناهج التعليمية والبحوث التربوية على ذمة التحقيق بعد الكشف عن إخلالهما بإجراءات التعاقد على طباعة الكتاب المدرسي للعام الدراسي 2025/2026 وتأخير وصوله لمليوني طالب
التعليم.. الأمل والشكوك
مع استمرار الجدل القضائي والرقابي، يبقى الكتاب المدرسي في ليبيا عنواناً لأزمة مستمرة تمس أحد أهم ركائز العملية التعليمية، وسط مطالبات مجتمعية بمحاسبة المسؤولين وضمان وصول الكتب إلى جميع المدارس قبل تفاقم العجز في الفصول الدراسية.




مناقشة حول هذا post