أكد رئيس الحكومة في بنغازي خلال اجتماع أمني أنه فور تلقي بلاغ اختطاف النائب إبراهيم الدرسي، أصدر تعليماته العاجلة لوزارة الداخلية باتخاذ كافة الإجراءات للكشف عن مصيره وتحديد هوية الجناة.
وأفاد حماد بأن نشر المقاطع المصورة للدرسي التي لم يتم التأكد من صحتها، يهدف إلى خلق الفوضى لأغراض سياسية معروفة، خاصة بعد التلميحات التي ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي، من جهات وأفراد، قبل عرض المقاطع بوسائل الإعلام، الأمر الذي يستدعي فتح تحقيق موسع حول الموضوع من قبل النائب العام، وذلك للوصول إلى الحقيقة ومعرفة مصادر معلومات هؤلاء الأشخاص الذين لمّحوا لخروج هذه المقاطع، وقد تفضي هذه التحقيقات في النهاية إلى معرفة الجناة ومكان احتجازه.
وتم خلال الاجتماع الاتفاق على مباشرة الأجهزة المختصة بوزارة الداخلية التحقيقَ في مدى صحة المقاطع المتداولة، وفقًا لكتاب رئيس مجلس النواب، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لاستكمال التحقيقات.
وعقد رئيس الحكومة في بنغازي أسامة حماد اجتماعا أمنيا رفيع المستوى بمقر جهاز الأمن الداخلي، بحضور عدد من القيادات الأمنية، لمتابعة ما تم تداوله من مقاطع مصورة للنائب إبراهيم الدرسي.
وكشف موقع “أفريك آسيا” الفرنسي عن صور للنائب المختطف قبل نحو عام إبراهيم الدرسي في أحد معتقلات خليفة حفتر.
وظهر الدرسي مقيّدا بالسلاسل من عنقه، وتبدو عليه علامات الإعياء والتعب، ولا تظهر الصور تاريخ تصويرها، وهو ما يطرح التساؤلات بشأن مصيره والجهات الخاطفة.
وأفاد الموقع الفرنسي، بأنه في بنغازي، يتم اختطاف أعضاء البرلمان الذين ينتقدون حفتر، حيث لا يحب حفتر أي معارضة، لافتا إلى أنه تم اعتقال الدرسي وتعذيبه بسبب إبدائه معارضة شديدة فيما يتعلق بقضايا الفساد.
وأوضح موقع “أفريك آسيا” أنه لم يصدر رئيس مجلس النواب أي تصريح بشأن الاختطاف، ولكن هذه اللقطات تقدم صورة مفاجئة عما تحولت له ليبيا، مردفا أن صور الدرسي الصادمة تقدم صورة مأساوية لبنغازي التي تتزايد فيها حالات الإخفاء القسري والاغتيال والقمع السياسي.
وذكر الموقع الفرنسي أن الدرسي حافظ على “علاقات دافئة” مع حفتر، لكنه تم اختطافه بسبب غضبه من الفساد والفوضى السائدة في بنغازي.
وبَيَّنَ الموقع إلى أنه لا أحد يعلم ماذا حدث بين حفتر والدرسي، حتى تتم معاملته بتلك الطريقة، ولكنه اختفى بعد خطاب حذر فيه أهالي بنغازي من الدور الكبير والواضح الذي يلعبه أقارب حفتر فيما يسمى إعادة إعمار بنغازي.
ورأى الموقع أن اختطاف الدرسي تم بسبب نزاع مالي شعر خلاله حفتر وأبناؤه أنهم مستهدفون ومصالحهم الخاصة في خطر، وهو ما جعلهم يستقبلون هجوم الدرسي على نحو سيئ.
وأشار التقرير إلى أنه حتى الآن لا يعرف أحد إذا كان الدرسي حيا أو ميتا، مضيفا أن السلطات تشعر بحرج شديد وتحاول جعل عملية الاختطاف تبدو كأنها من عمل مجرمين أو لصوص منازل فقط.
مناقشة حول هذا post