أعلن الاتحاد الأفريقي توقيع ميثاق السلام والمصالحة الوطنية الخاص بليبيا، غدا الجمعة، بعاصمة إثيوبيا أديس أبابا.
وأفاد بأن توقيع الميثاق سيتم بحضور رئيس اللجنة رفيعة المستوى بشأن ليبيا دينيس نيغيسو وممثلين عن الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وغيرهم.
وفي ديسمبر الماضي، أُعلن رسميا أن قمة أفريقية خاصة بالملف الليبي ستعقد بأديس أبابا في فبراير القادم، على أن يتم خلالها التوقيع على ميثاق المصالحة الوطنية.
جاء ذلك أثناء الزيارة الرسمية التي أداها الرئيس الكونغولي رئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي المعنية بليبيا، دنيس ساسو نغيسو إلى طرابلس وبنغازي.
وفي اجتماع موسع رفيع المستوى، بحث رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، رفقة القائد العام خليفة حفتر، ورئيس الحكومة في بنغازي أسامة حماد مع رئيس جمهورية الكونغو برازافيل ساسو نغيسو عدداً من الملفات الهامة التي على رأسها ملف المصالحة الوطنية، مثمنين جهود الاتحاد الأفريقي في هذا الملف لإنهاء الانقسام السياسي في البلاد.
في الـ7 من يناير الماضي أقر مجلس النواب بالأغلبية قانون المصالحة الوطنية، وفي رده على ذلك، قال المجلس الرئاسي إن ما شهدته جلسة مجلس النواب الأخيرة خالفت تطلعاتهم وزادت تعقيد مسار المصالحة، مؤكدين أهمية تجنب القرارات الأحادية التي تقوض الشراكة الوطنية وتؤثر سلبا على أمن واستقرار البلاد.
كما شدد المجلس الرئاسي على ضرورة الالتزام بالاتفاق السياسي كأساس شرعي لتنظيم عمل المؤسسات السياسية وتنسيق اختصاصاتها لتجنب النزاعات وفرض الأمر الواقع، مردفا أن مشروع قانون المصالحة الوطنية حظي بإشادة دولية قبل إحالته إلى مجلس النواب منذ أكثر من عام، بعد إعداده وفق معايير مهنية ومرجعيات وطنية لضمان حقوق جميع الأطراف وتعزيز فرص المصالحة، معبرا عن أمله التعامل مع المشروع بروح المسؤولية الوطنية بعيدا عن التسييس.
وتتأسس الوساطة التي سيقود فيها لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى بشأن ليبيا التي يرأسها الرئيس الكونغولي دنيس ساسو انغيسو، على نداء برازافيل من أجل تسريع عملية السلام والمصالحة في ليبيا الصادر عن اللجنة المذكورة يوم الخامس فبراير 2024.
وأكد البيان الختامي للقمة الإفريقية في برازافيل ضرورة وضع آلية أكثر فاعلية لإدماج دول الجوار في أعمال اللجنة، مشيدا بالتقدم السياسي الكبير في ليبيا، المفضي إلى الانتخابات.
وأعربت القمة عن دعمها توحيد المؤسسات الوطنية، وعبرت عن اطمئنانها للجهود التي يبذلها المجلس الرئاسي من خلال اعتماد رؤية إستراتيجية وطنية للمصالحة تقوم على الملكية الوطنية.
ودعا المشاركون في قمة برازافيل جميع أصحاب المصلحة الليبيين إلى تبنى جهود المصالحة بشكل كامل، وبطريقة شاملة وبناءة، مرحبين بالتزام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وحث ممثله الخاص في ليبيا على التعاون الوثيق مع الاتحاد الأفريقي من أجل ضمان استعادة السلام في ليبيا.
وطالب المجتمعون جميع الأطراف الخارجية بالتوقف والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، لأن ذلك يقوض المصالح الأساسية للشعب الليبي وتطلعاته المشروعة، مؤكدا الحاجة الملحة لسحب كل المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا”، وفقاً لقرارات الاتحاد الأفريقي والقرارات الدولية ذات الصلة.
بالمناسبة، شددت اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى من خلال نداء برازافيل من أجل تسريع مسار السلم والمصالحة في ليبيا على الدور الحاسم لمسار المصالحة الوطنية في إطار إرساء الثقة وتوطيد السلام كشرط مسبق للانتخابات.
مناقشة حول هذا post