كشفت جريدة التلغراف البريطانية بأن القوات الروسية قامت بتحصين القواعد الجوية في ليبيا وإضافة منشآت جديدة وتجديد المدارج وتعزيز الدفاعات المحيطة.
وأفاد تحليل تلغراف بوجود ثلاث قواعد جوية ليبية تهبط فيها طائرات نقل عسكرية روسية ومدارج مطورة ودفاعات محيطية معززة ومبان جديدة وهي تغييرات حدثت جميعها هذا العام.
وتشير التحديثات التي رصدتها الأٌقمار الاصطناعية إلى أن روسيا تكثف بشكل كبير وجودها العسكري في ليبيا، وذلك بفضل الشراكة المتنامية مع حفتر، الذي يسيطر على المنطقتين الشرقية والجنوبية من البلاد.
ويقول خبراء إن السيطرة العسكرية في ليبيا تسمح لروسيا أيضا بالتحرك من شرق البحر الأبيض المتوسط حيث تسيطر على مواقع ساحلية في سوريا وصولا إلى جنوب البحر الأبيض المتوسط عبر ليبيا.
وفق تلغراف تعمل ليبيا نواة لعمليات روسيا سريعة التوسع في أفريقيا، مما يمهد الطريق لمزيد من الوصول إلى بلدان مثل السودان ومالي وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى.
بدوره، قال مدير التحقيقات في The Sentry تشارلز كاتر، وهي منظمة غير ربحية مقرها واشنطن العاصمة تركز على الفساد، إن روسيا تستخدم ليبيا موطئ قدم إستراتيجي لإبراز قوتها في بقية القارة الأفريقية.
وقال كاتر إنه من خلال الاستفادة من الحكم المتصدع والفساد المستشري بالإضافة إلى الرضا الواضح للقوى الإقليمية والدولية، رسخت موسكو نفسها بشكل متزايد عسكريا واقتصاديا داخل ليبيا، وفق ما نقلت تلغراف.
وبدأت القوات الروسية تجديد المنشآت في قاعدة براك الشاطئ العسكرية وسط ليبيا بداية العام، وبعد التحديثات في أبريل الماضي تمكنت الطائرات العسكرية الروسية من الهبوط في براك على مهبط للطائرات لم يتم استخدامه لسنوات.
في أبريل الماضي كذلك، تمكنت القوات الروسية من إرسال أربع شحنات بحرية عبر ميناء طبرق، وهي مركبات عسكرية وذخيرة انتهى بها المطاف في وقت لاحق في القواعد التي تسيطر عليها روسيا في ليبيا ، بما في ذلك في براك ، وفقا للخبراء في The Sentry.
وتواصل الطائرات العسكرية الروسية الهبوط في براك والمغادرة منها، مما يشير إلى استمرار تسليم الإمدادات، حيث تم تأكيد وجود طائرة عسكرية روسية من طراز Ilyushin-76 على الأرض منتصف سبتمبر.
وفي أوائل نوفمبر، تم التقاط طائرة “إليوشن-76” أيضا عبر صور الأقمار الصناعية في قاعدة الجفرة الجوية، الواقعة وسط ليبيا، كما تهبط طائرات الشحن العسكرية بشكل روتيني في الجفرة، وكذلك الطائرات المقاتلة من طراز MiG-29 وقاذفات Su-24 – وهي طائرات مقاتلة روسية تساعد حفتر على الاحتفاظ بالسيطرة على أراضيه، بحسب تلغراف.
ويقول الخبراء إنه في حين أن المعدات العسكرية التي تصل لا تزال تحت تصرف حفتر، فإن بعض الإمدادات تنتقل أيضا إلى دول أفريقية أخرى.
وإلى الشمال إلى منشأة الجفرة، توجد قاعدة القرضابية الجوية، بالقرب من ساحل ليبيا على البحر المتوسط، حيث خضعت لأكبر عمليات تجديد خلال العام الماضي من بين القواعد الثلاث التي فحصتها صحيفة التلغراف.
وفق الجريدة، فإن زيادة الوجود في ليبيا تمنح موسكو القدرة على التأثير على الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي على طول الجناح الجنوبي لحلف الناتو، سواء كان ذلك يعني استعراض العضلات العسكرية أو تعطيل أسواق الطاقة من خلال التلاعب بدور ليبيا كمصدر رئيسي للنفط الخام.
وتأتي موجة النشاط الروسي المتزايدة في ليبيا في أعقاب إعادة تنظيم مجموعة المرتزقة الخاصة فاغنر بعد وفاة زعيمها يفغيني بريغوزين العام الماضي وسط مساع روسية تشكيل” الفيلق الروسي”.
والثلاثاء الماضي، بحث قائد القيادة العامة خليفة حفتر رفقة رئيس أركان الوحدات الأمنية خالد خليفة حفتر ورئيس أركان القوات البرية صدام خليفة حفتر مع نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف سبل التعاون بين البلدين وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
مناقشة حول هذا post