قالت مجلة “ورلد بوليتكال ريفيو” الأمريكية إن النزاع حول البنك المركزي الذي كاد أن يشل النظام المالي في البلاد، كشف عن أن المشهد السياسي في ليبيا هش وضعيف بسبب صراعات القوة الداخلية والافتقار إلى هياكل الحكم المتماسكة، وهي مشاكل لا يمكن معالجتها إلا من خلال جهد دولي موحد نحو استقرار البلاد.
وكانت صحيفة ذا جارديان قالت إن رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي يعتبر أن الاتفاق الذي دعمه مجلسا النواب والدولة لتعيين محافظ جديد للبنك المركزي لديه القدرة على حل جميع القضايا السياسية في البلاد.
وأفادت ذا جارديان بأن المنفي يتحالف إلى حد كبير مع الحكومة في طرابلس ويُتهم بالتصرف بشكل أحادي ودفع البلاد إلى اضطرابات جديدة عندما أقال محافظ البنك المركزي.
وأوضحت ذا جارديان أن المنفي برر مرسومه بالادعاء بأن الكبير كان يدير أموال البنك دون أي شكل من أشكال المساءلة و استغل حالة الانقسام في البلاد، مضيفة أن المنفي قال إنه أصدر مرسومه لتجنيب العاصمة طرابلس حربا من شأنها أن تستهدف البنك المركزي مباشرة بعد فشل أشهر من المفاوضات بين الكبير والبرلمان.
ولفتت ذا جارديان إلى أن المنفي ادعى أن الكبير فقد دعم القوات المسلحة في طرابلس وقال إنه حاول إقناع الكبير بمشاركة القرارات المالية في البلاد مع الآخرين من خلال اللجنة المالية العليا، مستطردة أن المنفي قال إن الأغراض الرئيسة الثلاثة للصفقة هي ضمان الحكم الرشيد؛ وأن تكون هناك مساءلة وشفافية؛ وتمكين اللجنة المالية من توزيع الأموال بالتساوي داخل البلاد.
في سياق متصل، رحبت البعثة الأممية بتأييد مجلس النواب المرشحيْن لمناصب محافظ مصرف ليبيا المركزي ونائبه بالتشاور مع مجلس الدولة ووفقا للاتفاق السياسي.
ودعت البعثة الأممية جميع الأطراف إلى التسليم السلس للمجلس المعين حديثا بما يتماشى مع القوانين والممارسات العرفية والمضي بسرعة في تعيين مجلس إدارة موثوق في غضون أسبوعين وفقا للاتفاق.
كما دعت البعثة الأممية جميع المؤسسات إلى سحب جميع القرارات الانفرادية الصادرة في سياق أزمة مصرف ليبيا المركزي ونؤكد الحاجة الملحة لإنهاء إغلاق حقول النفط ووقف تعطيل إنتاجه وتصديره.
وأفادت البعثة الأممية بأن ما تم إحرازه من تقدم في حل أزمة مصرف ليبيا المركزي والمشاركة البناءة من مجلسي النواب والأعلى الدولة يحيي الأمل في تحقيق تقدم مستقبلي بشأن عملية سياسية شاملة برعاية الأمم المتحدة.
كما رحب مبعوث الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا نيكولا أورلاندو بتعيين محافظ ونائب محافظ جديدين لمصرف ليبياالمركزي من قبل مجلسي النواب والدولة.
وحث مبعوث الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا على إعادة بناء الثقة في المؤسسة وحماية الاستقرار الاقتصادي والمالي في ليبيا.
بدورها، رحبت السفارة البريطانية بتعيين محافظ ونائب محافظ لمصرف ليبيا المركزي، مشجعة جميع الأطراف على الاتفاق على مجلس إدارة موثوق به وخاضع للمساءلة.
من جهتها، عبرت السفارة الأمريكية عن أمل أن يمثل اتفاق مجلسي النواب والدولة حول المصرف المركزي الطريق نحو استعادة الثقة وتعزيز الحوكمة في هذه المؤسسة الحيوية
وقالت السفارة الأمريكية إن تعيين مجلس إدارة تكنوقراطي مؤهل تأهيلا عاليا سيكون خطوة تالية حاسمة، حاثة أصحاب المصلحة الليبيين على الحفاظ على هذا الزخم والتوصل إلى توافق بشأن آلية شفافة وخاضعة للمساءلة لإدارة إيرادات ليبيا لصالح الشعب الليبي في جميع المناطق.
مناقشة حول هذا post