على وقع تدفق متنام لموجات من المهاجرين غير النظاميين عبر الحدود الليبية، اختتمت فعاليات أعمال المؤتمر الأفريقي – الأوروبي حول الهجرة غير النظامية تحت شعار “حلول مستدامة للهجرة” ، بمدينة بنغازي بجملة من التوصيات من بينها إطلاق “صندوق لتنمية أفريقيا”.
واتفق مسؤولون حكوميون أفارقة وأوروبيون، على أهمية المقاربة الشاملة لقضية الهجرة المرتكزة على دراسة الأسباب الواقعية للهجرة، التي تنطلق من التنمية الشاملة، والتشغيل، والاستقرار.
وأعلن الحاضرون تدشين «صندوق تنمية أفريقيا» تتم إدارته بشكل مشترك بين ممثلين عن قارتي أفريقيا وأوروبا، وسيموّل من خلال المساهمات المالية للشركاء الأوروبيـين والأفارقة.
وأفاد “بيان بنغازي” بأن صندوق تنمية أفريقيا سيعمل على إعداد وتأهيل الكوادر الطبية الأفريقية من خلال تسهيل الدراسة للشباب للالتحاق بالجامعات الأوروبية، والانخراط في برامج التدريب والمؤتمرات العلمية.
كما جرى الاتفاق على أن الصندوق سيعمل من خلال التخطيط الجيد، على الارتقاء بكفاءة البنية التحتية للمدن والقرى الأفريقية من خلال إنشاء وإصلاح الطرق والصرف الصحي والكهرباء والمياه وشبكات الإنترنت.
وشدد الحضور على أهمية إنشاء “الوكالة الأورو – أفريقية للتشغيل” كإطار للتعاون واستقطاب العمالة ويكون مقرها ببروكسل، بالإضافة إلى الموافقة على إنشاء “المرصد الأفرو – أوروبي للهجرة”، ويكون مقره بمدينة بنغـازي، على أن تكون مهامه مرافقة منظمات المجتمع المدني بكل من أفريقيا وأوروبا في مواضيع التعاون والبرامج الموجهة إلى الهجرة.
وأكد المجتمعون ضرورة إعفاء الدول الأفريقية أو التخفيف من ديونها، بجانب مساعدتها في التخفيف من القيود الصارمة من قبل المؤسسات المالية العالمية للاستفادة من خدماتها ذات الصلة بملف التنمية في الدول الأفريقية.
وشهد المؤتمر، عديد الجلسات المتعلقة بمعالجة ملف الهجرة بكافة أشكالها، إذ أكد رئيس الحكومة في بنغازي أسامة حماد، أنه لابد من استمرار عقد اللقاءات والمؤتمرات الهادفة حتى تكون مشكلة الهجرة محل الاهتمام الدائم لتقليل الأضرار على المهاجرين ودول المصدر العبور والمقصد، وأنه لا بد من تظافر الجهود لوضع الحلول المستدامة في أزمة الهجرة بشقيها النظامية وغير النظامية موضع التنفيذ.
وكان رئيس الحكومة في بنغازي أكد على ضرورة الوصول إلى رؤية وصيغة جامعة لتطوير إستراتيجيات مستدامة للتعامل مع أسباب الهجرة ونتائجها عبر تبادل الخبرات المعرفية.
وشجع حماد خلال المؤتمر الأفريقي الدولي حول الهجرة في بنغازي على التعاون المعلوماتي بين الدول الأفريقية في إطار حماية المهاجرين وضمان حقوقهم ورعايتهم وإعادة إدماجهم في مجتمعاتهم بالشراكة مع المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في هذا المجال والاستفادة من البرامج الدولية في مكافحة الجرائم المرتبطة بأفعال الهجرة بشتى أنواعها.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الهجرة غير النظامية أصبحت تشكل محور اهتمام بالغ لجميع الدول الأفريقية والأوروبية بسبب ما يرتبط بها من أمور خطيرة تؤثر في الاقتصاد المحلي والإقليمي وتمثل اختراقات للأمن الدولي لا سيما عند استخدام خطوط وطرق الهجرة غير النظامية في تسلل المطلوبين للعدالة وكذلك الإرهابيين تمهيدا لتوسيع نطاق أعمالهم الإرهابية.
وأوضح حماد أن نشاطات الهجرة غير النظامية ترتبط ارتباطا وثيقا بجرائم الاتجار بالبشر واستغلالهم في مقابل تنظيم مراحل الهجرة لهم، هذا الاستغلال الذي قد يصل إلى حد الاستعباد، والاستغلال الجنسي وجرائم التعذيب وحجز الحرية والإخفاء القسري.
مناقشة حول هذا post