كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، عن تزايد النفوذ الروسي بشكل ملحوظ في منطقة الساحل الأفريقي، وذلك مع تراجع الوجود العسكري الغربي في المنطقة.
واستبعد تقرير الغارديان أن يكون لروسيا اليد العليا في منطقة الساحل الأفريقي على الرغم من توسعها، لافتا إلى أن الوضع في الساحل لا يزال معقدا، حيث تتنافس العديد من الجهات الفاعلة على النفوذ في مختلف الدول.
وأوضحت صحيفة الغارديان البريطانية أن موسكو تدير عملياتها في أفريقيا من خلال فيلق أفريقيا ويتبع مباشرة لوزارة الدفاع الروسية
وأشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى دمج مجموعة فاغنر التي كانت تعد ذراع موسكو شبه الرسمية في أفريقيا، ضمن هذا الكيان بعد وفاة قائدها يفغيني بريغوجين.
وكانت “ديلي إكسبرس” البريطانية حذرت من أن استمرار التعامل الغربي مع خليفة حفتر يهدد بعرقلة المساعي الأوروبية لكبح النفوذ الروسي المتزايد في ليبيا.
وحذرت “ديلي إكسبرس” من أن أوروبا قد تدفع فاتورة توسع النفوذ الروسي في ليبيا، إذ يوفر فرصة لموسكو لتوظيف ورقة الهجرة واستخدامها للضغط على القوى الأوروبية.
في سياق ذي صلة، نبهت وكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس” من أن توجه بوتين لنقل المهاجرين غير النظاميين إلى عتبة أوروبا، سواء على طول الحدود الشرقية لروسيا أو من خلال وكلاء في إفريقيا، يشكل تهديدا كبيرا للأمن.
ويشير تقرير “ديلي إكسبرس” إلى أن الدبلوماسيين الغربيين يحاولون “مغازلة” حفتر من خلال تقديم التنازلات والعقود الاقتصادية، مقابل تعهده بكبح تدفق المهاجرين غير النظاميين.
ويتصدر الحديث عن النفوذ الروسي في ليبيا وعن رغبة موسكو في التوسع في إفريقيا عموما، أحاديث المراقبين والمحللين خاصة مع تواتر المخاوف الأوروبية وتأثيره على مصالحهم، فيما حذر آخرون من خطورة الوضع.
في سياق ذي صلة، كشفت صحيفة لوموند أن موسكو تعمل على زيادة قواتها ومعداتها العسكرية في ليبيا، معززة نفوذها الذي يمكن أن يؤثر على تدفقات الهجرة غير النظامية نحو أوروبا.
وقالت لوموند إنه يجري تعزيز الهيكل الإستراتيجي الذي رسمته موسكو شمال أفريقيا، لافتة إلى أن الوجود الروسي في ليبيا، والذي كان ملموسا بالفعل منذ عام 2019 على شكل وحدات شبه عسكرية “فاغنر”، شهد تسارعا مفاجئا منذ بداية العام.
وخلصت مذكرة نشرتها منظمة All Eyes on Wagner، إلى أن روسيا تنقل جنودا ومقاتلين روس إلى ليبيا منذ ثلاثة أشهر، وتؤكد هذه المجموعة الدولية التي تحقق في الشبكات الروسية بأفريقيا التأكيد أن تسليم المعدات والمركبات العسكرية من سوريا إلى ليبيا يشكل الجانب الأكثر وضوحا لهذا التدخل المتزايد.
وفي تحقيق معمق، نشره الموقع الإلكتروني لمبادرة “ALL EYES ON WAGNER“، وهي مبادرة بحث واستقصاء فرنسية-سويسرية تأسست عام 2017 لمراقبة أنشطة مجموعة فاغنر الروسية، تم الكشف عن اهتمام الكرملين بالوجود في ليبيا، وهو ما دفعه لتغيير الإستراتيجية التي كان يعتمد عليها في السابق، من خلال إرساله مجموعة من المرتزقة تحت سيطرة يفغيني بريغوجين.
مناقشة حول هذا post