تحركات غربية غير منضبطة تجاه خليفة حفتر، ففي الوقت الذي تحذر فيه دول أوروبية ومراقبون من التعامل معه، رصد سياسيون ودبلوماسيون تقارباً بينه وأبناءه وبين مسؤولين أمريكيين وغربيين.
حذرت “ديلي إكسبرس” البريطانية من أن استمرار التعامل الغربي مع خليفة حفتر يهدد بعرقلة المساعي الأوروبية لكبح النفوذ الروسي المتزايد في ليبيا.
وحذرت “ديلي إكسبرس” من أن أوروبا قد تدفع فاتورة توسع النفوذ الروسي في ليبيا، إذ يوفر فرصة لموسكو لتوظيف ورقة الهجرة واستخدامها للضغط على القوى الأوروبية.
في سياق ذي صلة، نبهت وكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس” من أن توجه بوتين لنقل المهاجرين غير النظاميين إلى عتبة أوروبا، سواء على طول الحدود الشرقية لروسيا أو من خلال وكلاء في إفريقيا، يشكل تهديدا كبيرا للأمن.
ويشير تقرير “ديلي إكسبرس” إلى أن الدبلوماسيين الغربيين يحاولون “مغازلة” حفتر من خلال تقديم التنازلات والعقود الاقتصادية، مقابل تعهده بكبح تدفق المهاجرين غير النظاميين.
ويتصدر الحديث عن النفوذ الروسي في ليبيا وعن رغبة موسكو في التوسع في إفريقيا عموما، أحاديث المراقبين والمحللين خاصة مع تواتر المخاوف الأوروبية وتأثيره على مصالحهم، فيما حذر آخرون من خطورة الوضع.
في سياق ذي صلة، كشفت صحيفة لوموند أن موسكو تعمل على زيادة قواتها ومعداتها العسكرية في ليبيا، معززة نفوذها الذي يمكن أن يؤثر على تدفقات الهجرة غير النظامية نحو أوروبا.
وقالت لوموند إنه يجري تعزيز الهيكل الإستراتيجي الذي رسمته موسكو شمال أفريقيا، لافتة إلى أن الوجود الروسي في ليبيا، والذي كان ملموسا بالفعل منذ عام 2019 على شكل وحدات شبه عسكرية “فاغنر”، شهد تسارعا مفاجئا منذ بداية العام.
وخلصت مذكرة نشرتها منظمة All Eyes on Wagner، إلى أن روسيا تنقل جنودا ومقاتلين روس إلى ليبيا منذ ثلاثة أشهر، وتؤكد هذه المجموعة الدولية التي تحقق في الشبكات الروسية بأفريقيا التأكيد أن تسليم المعدات والمركبات العسكرية من سوريا إلى ليبيا يشكل الجانب الأكثر وضوحا لهذا التدخل المتزايد.
وفي تحقيق معمق، نشره الموقع الإلكتروني لمبادرة “ALL EYES ON WAGNER“، وهي مبادرة بحث واستقصاء فرنسية-سويسرية تأسست عام 2017 لمراقبة أنشطة مجموعة فاغنر الروسية، تم الكشف عن اهتمام الكرملين بالوجود في ليبيا، وهو ما دفعه لتغيير الإستراتيجية التي كان يعتمد عليها في السابق، من خلال إرساله مجموعة من المرتزقة تحت سيطرة يفغيني بريغوجين.
وأشارت المنظمة إلى أن 1800 روسي منتشرون الآن في جميع أنحاء البلاد، مردفة أن سفينتين تابعتين للبحرية الروسية غادرتا قاعدة طرطوس البحرية السورية، ووصلتا إلى ميناء طبرق الليبي في 8 أبريل الماضي.
وفي سياق ذي صلة، طرحت اللقاءات المكثفة التي عقدها القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى ليبيا جيريمي برنت، مع صدام وبلقاسم نجلي حفتر، أسئلة عن أهداف الخطوة ودلالة تقارب واشنطن مع أبنائه، وعلاقة ذلك بمواجهة النفوذ الروسي شرق ليبيا.
وذكرت السفارة الأمريكية أن برنت التقى صدام وبلقاسم حفتر في بنغازي لبحث التحديات التي تواجه الاستقرار الإقليمي، بالإضافة إلى أهمية حماية سيادة ليبيا، وتأمين حدودها، ودعم جهود توحيد المؤسسات الأمنية الليبية.
وقبل أيام، طرح اجتماع حفتر بممثلي حكومتين في الاتحاد الأوروبي تساؤلات، فسرتها جريدة مالطية بأنها توجه نحو الاعتراف الفعلي بسلطته السياسية.
ووصفت “تايمز أوف مالطا” لقاء وزير الشؤون الداخلية المالطي بايرون كاميليري مع خليفة حفتر بأنه مثير للدهشة، حيث ناقشا الجانبان التعاون الأمني والتدريب، خاصة ما يتعلق بمحاربة الاتجار بالبشر.
مناقشة حول هذا post