وفد من غرب ليبيا يزور العاصمة الروسية موسكو وسط تصاعد الحديث عن تحضيرات عسكرية غربية في طرابلس ردا على النفوذ الروسي المتنامي وسط البلاد وجنوبها وشرقها.
ووفق مراقبين للوضع، يبدو أن السلطات في المنطقة الغربية تنسق سياسيا مع روسيا، مرجحين أن يكون محور الزيارة إقناع روسيا بالحفاظ على الوضع الراهن لاسيما مع استقالة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي.
وشمل الوفد الليبي عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، ووزير الخارجية المكلف من الحكومة في طرابلس الطاهر الباعور.
وبحث الوفد الليبي مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف التطورات التي تشهدها العلاقات الثنائية في ظل التحولات التي تعرفها المنطقة، وتفعيل عمل اللجنة المشتركة، وعودة الشركات الروسية إلى ليبيا، لاسيما في قطاعات النفط والغاز والبنية التحتية، متطرقين إلى دور روسيا في المنطقة، وكيفية التعاون والتشاور لإيجاد الحلول الناجعة من خلال شراكة حقيقية.
ويرجّح مراقبون أن يكون هدف الزيارة إقناع روسيا بالإبقاء على الوضع الحالي أي استمرار المجلس الرئاسي والاكتفاء بإجراء تعديلات على حكومة عبدالحميد الدبيبة.
ويتزايد التنافس بين الغرب وروسيا على ليبيا، بينما تتحدث تقارير غربية عن بدء موسكو نشر قوات شرق البلاد وجنوبها ووسطها.
ووفق ما جاء في جريدة إكسبرس البريطانية فإن بصمة موسكو في ليبيا سمحت لها بجني خمسة مليارات يورو من المبيعات النفطية منذ العام 2022، بينما يوفر لها الوجود في البلدان الأفريقية الأخرى مليارات أخرى من خلال استغلال الموارد المعدنية السخية.
وبحسب الصحيفة فإن عوائد عمليات مجموعة فاغنر في أفريقيا تسمح لموسكو بأكثر من تغطية التكاليف التشغيلية التي تشمل 20 مليون يورو من الرواتب الشهرية لمنتسبيها في ليبيا.
وأفادت الجريدة البريطانية بأن وجوداً عسكرياً لروسيا في ليبيا، بما في ذلك سيطرة محتملة على ميناء يطل على البحر المتوسط ويقع على بعد 700 ميل فقط من جزيرة صقلية، يمنح الكرملين نفوذاً في قارة غنية بالموارد، والفرصة لممارسة ضغوط على الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي.
وأشار تقرير الجريدة البريطانية إلى وجود ما يقرب من ألفي عنصر تابعين لمجموعة فاغنر الروسية في ليبيا، إضافة إلى 15 طياراً، و35 خبيراً تقنياً و80 إدارياً، وانضم إلى هؤلاء أخيراً، حسب التقرير، مجموعة من 1500 من القوات الروسية النظامية، في إشارة على أن موسكو لم تعد راغبة في العمل بالظل بعد الآن.
في سياق ذي صلة، كشفت صحيفة لوموند أن موسكو تعمل على زيادة قواتها ومعداتها العسكرية في ليبيا، معززة نفوذها الذي يمكن أن يؤثر على تدفقات الهجرة غير النظامية نحو أوروبا.
وقالت لوموند إنه يجري تعزيز الهيكل الإستراتيجي الذي رسمته موسكو شمال أفريقيا، لافتة إلى أن الوجود الروسي في ليبيا، والذي كان ملموسا بالفعل منذ عام 2019 على شكل وحدات شبه عسكرية “فاغنر”، شهد تسارعا مفاجئا منذ بداية العام.
وخلصت مذكرة نشرتها منظمة All Eyes on Wagner، إلى أن روسيا تنقل جنودا ومقاتلين روس إلى ليبيا منذ ثلاثة أشهر، وتؤكد هذه المجموعة الدولية التي تحقق في الشبكات الروسية بأفريقيا التأكيد أن تسليم المعدات والمركبات العسكرية من سوريا إلى ليبيا يشكل الجانب الأكثر وضوحا لهذا التدخل المتزايد.
وفي تحقيق معمق، نشره الموقع الإلكتروني لمبادرة “ALL EYES ON WAGNER“، وهي مبادرة بحث واستقصاء فرنسية-سويسرية تأسست عام 2017 لمراقبة أنشطة مجموعة فاغنر الروسية، تم الكشف عن اهتمام الكرملين بالوجود في ليبيا، وهو ما دفعه لتغيير الإستراتيجية التي كان يعتمد عليها في السابق، من خلال إرساله مجموعة من المرتزقة تحت سيطرة يفغيني بريغوجين.
وأشارت المنظمة إلى أن 1800 روسي منتشرون الآن في جميع أنحاء البلاد، مردفة أن سفينتين تابعتين للبحرية الروسية غادرتا قاعدة طرطوس البحرية السورية، ووصلتا إلى ميناء طبرق الليبي في 8 أبريل الماضي.
مناقشة حول هذا post