عقب إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن، وبعدها بمؤتمر صحفي مباشرة فجر المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي مفاجأة غير متوقعة بإعلانه الاستقالة من منصبه بسبب ما سماها أنانية القادة الليبيين وتفضيلهم المصلحة الشخصية على مصلحة بلادهم ما نجم عنه شعور المسؤول الأممي بالإحباط جراء الوضع السياسي في البلاد.
وجاءت الاستقالة بعد 18 شهرا من توليه المنصب، مشددا على أنه بذل قصارى جهده لحل القضايا المعرقلة للعملية السياسية في البلاد وهي إنهاء الخلافات بشأن القوانين الانتخابية وتشكيل حكومة موحدة ووضع البلاد على مسار الاستحقاق الانتخابي.
وفي الـ16 أبريل متحدثا أمام الصحافيين، قال باتيلي إن محاولاته قوبلت بمقاومة عنيدة وتوقعات غير معقولة ولامبالاة بمصالح الشعب الليبي، ولا وجود لإرادة سياسية وحسن نية فضلا عن أن الزعماء الليبيين سعداء بالمأزق الحالي.
ولم يكن باتيلي أول مبعوث أممي في ليبيا يقدم استقالته إذ سبقه المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش الذي قدم استقالته بصورة مفاجئة عام 2021
وقبل ذلك، استقال غسان سلامة من منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا عام 2020، لكنه عزا ذلك إلى أسباب صحية، قائلا في حينه: “حاولت على مدار عامين إعادة توحيد الليبيين وكبح التدخل الأجنبي… لكن لأسباب صحية، لم يعد بإمكاني الاستمرار بهذا المستوى من التوتر”.
في السياق، كشفت صحيفة لوجورنال دو ديمونش الفرنسية أن استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي سببها وصوله إلى قناعته باستحالة التوفيق بين الأطراف المتنافسة على السلطة.
وأفادت صحيفة لوجورنال دو ديمونش الفرنسية بأن تصريح باتيلي حول أنانية القادة في ليبيا من خلال مناورات وتكتيكات المماطلة أخرجته عن السلاسة المعتادة التي يعرف عن الدبلوماسيين إظهارها.
وفي آخر إحاطة أممية، قال باتيلي إن قال المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي إن الشروط المسبقة التي يضعها القادة الليبيون، قبل إجراء أي مفاوضات تكشف عن رغبة في رفض مسبق للحل، رغم إعلانهم حسن نيتهم.
وأفاد باتيلي خلال إحاطته الدورية لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، بأن المبادرات الأحادية والموازية من كل الأطراف الليبية تسهم في تعقيد المشهد في البلاد، لافتا إلى أن هناك رفضا مقصودًا من الأطراف الليبية لإجراء الانتخابات بشكل جدي مع رغبة عنيدة في تأجيل الانتخابات إلى حد غير معلوم.
وأوضح أنه طرح اقتراحات ومبادرات ضمن محاولاته منذ دعوته الجهات الخمس الرئيسية في ليبيا، إلى إجراء حوار وتسوية القضايا العالقة وإجراء انتخابات، لكن هذه الاقتراحات والمحاولات لم تجد إلا المعارضة، مشيرا إلى أن هذه المواقف جاءت بسبب انقسام على الساحة العالمية، مما يؤدي إلى إطالة الوضع القائم.
ويقول خبراء إنه رغم الدعم الأممي الكامل، إلا أن تأثير المبعوث الخاص ظل محدودا في ليبيا لسنوات في ظل الانقسام والتناحر السياسي التي تئن تحت وطأته البلاد وهو ما نجم عنه وجود حكومتين متنافستين في طرابلس وبنغازي ناهيك عن التداعيات الاقتصادية والمعيشية لهذا الانقسام.
مناقشة حول هذا post